فتحت إدارة مصرف «يو بي أس» السويسري تحقيقاً داخلياً لمعرفة مدى تورطها في قضية التلاعب بأسعار الذهب، علماً أنها ليست المرة الأولى التي ينجرّ فيها المصرف وراء فضائح جعلته يعترف أحياناً بتواطئه المباشر فيها، مثل فضيحة التلاعب بمؤشر «ليبور». وتعطي المصارف تقديرات تقوم على أساس ما تتحمله في حال اقتراضها من مصارف أخرى. وبما أن مؤشر «ليبور» المرجع الأول والأخير في تثبيت نسب فوائد الاقتراض بين المصارف، فهو يدير أيضاً تدفق آلاف بلايين الدولارات يومياً من مصرف إلى آخر حول العالم. ولتفادي مشاكل داخلية وخارجية، فتحت إدارة «يو بي أس» تحقيقاً داخل القسم المعني بتجارة المعادن الثمينة لملاحقة الموظفين المتورطين في قضايا متصلة بالتلاعب بأسعار الذهب. وصحيح أن المصرف يحتضن آلاف الموظفين في سويسرا، لكن من الصعب وفق الخبراء السويسريين أن تنجح إدارة المصرف في رصد سلوكات الموظفين الشاذة مهنياً وفي شكل فوري. إذ كلما ارتفعت رتبة الموظف كلما تمكن من الإفلات موقتاً من المراقبة. وعلى رغم ذلك، تحوم الشكوك حول إمكان تورط موظفين، يتولون مهمات إدارية عليا لدى «يو بي أس»، في قضية التلاعب بأسعار الذهب في الأسواق الدولية. ويلفت المراقبون المحليون إلى أن المصرف السويسري لا يشارك حالياً في تثبيت أسعار الذهب العالمية، وهي عملية معروفة باسم «فيكسينغ»، لأنّ مرجع الأسعار الأول «بينشمارك» للذهب يتمثل في خمسة مصارف هي، «باركليز» و»دويتشه بنك» و»بنك أوف نوفا سكوتيا» و»إتش أس بي سي» و»سوسيتيه جنرال». في حين ينتمي مصرف «يو بي أس» السويسري إلى مجموعة موسعة تابعة لجمعية «لندن بوليون ماركت أسوشييشن»، لها ثقل داخل مؤشرات كثيرة في أسواق المال الدولية. يشير محللون في برن إلى أن المصارف الخمسة مع «يو بي أس» السويسري و»جي بي مورغان» و»غولدمان ساكس» الأميركيين، تتحكم بمؤشر «غوفو» أي «غولد فوروورد أوفر ريت» أي معدل الفوائد لعمليات الاقتراض بالذهب. ويُرجح تمكّن بعض الخبراء في مصرف «يو بي أس» من التلاعب بمؤشر «غوفو» في شكل خفي وذكي. ومرة أخرى، بدأت السلطات الأميركية تركيز الانتباه على عملية التلاعب بأسعار الذهب، بهدف العثور على المسؤول ومقاضاته مالياً وقضائياً. وفي كل الأحوال يُلاحظ فرق شاسع بين وظائف مؤشر «ليبور» وتلك المنوطة بمؤشر «غوفو». إذ يتوجب على المصارف المسؤولة عن إدارة الأخير التزام فوائد الاقتراض بالذهب المعتمدة في هذا المؤشر لعملياتها اليومية. ما يعني أنها لا تتمتع بمعاملة خاصة. ويذكر أن مؤشر «غوفو» يتعرض لتقلبات كثيرة خلال التداول، اعتماداً على عدد العمليات التي تقودها المصارف الواقفة وراءه لحسابها ولمصلحة زبائنها.