تكتفي اليمنية سلمى ياسين بمادة الطين كعنصر وحيد في بناء اللوحة التشكيلية. للوهلة الأولى تبدو لوحاتها من صنف الأعمال اللونية الرائجة، بيد أن المدقق لا يلبث أن يدرك بأن اللوحة مجبولة كلية من الطين فقط. طين يتنفس الضوء. في أحدث معارضها «تجريد متحرك « الذي استضافته «مؤسسة بيسمنت الثقافية «في صنعاء، تطرق سلمى ياسين باب الطين كمادة جديدة في تجربتها التشكيلية لا لتقدم مجسمات وصيغ فخارية كما سبق وفعلت في مرحلة سابقة، بل لتصوغ هذه المرة لوحة تشكيلية تعتمد الطين الطبيعي بديلاً عن وسائل الرسم الرائجة من أصباغ وغيرها. وتعتبر الطين مادة أساسية في أعمالها، هي التي سبق وأن خاضت تجربة الرسم على الزجاج، وتتكئ سلمى على تراث مادي محلي ما انفك ينتصب حاضراً في شكل العمارة الطينية مثال مدينة شبام حضرموت وبيوت الطين المنتشرة في غير منطقة من اليمن وشبه الجزيرة العربية. تبني ياسين لوحتها من مزيج الطين والرمل، فيبدو العمل الفني للبعض أشبه بلطخة عشوائية، لكنها في العمق صياغة مبتكرة ذات فكرة وتصور جماليين. حيث نلاحظ المزيج الطيني وقد تموضع على جسم صلب يشكل أرضية وخلفية للوحة. إفراغ الطين أو خفوته في بعض المواضع يجلي السطح مشكلاً فراغات ساطعة تأخذ صورة خطوط ومسارب يسقط عليها الضوء في انعكاسه، إيماءات لونية تزيد من جمالية اللوحة وتضفي عليها بعداً ومعنى.