تلقى ناشطون عبر «تويتر» خبر شفاء مريضة السرطان الحقيقية التي تحمل الجنسية الأميركية، وتدعى «اسمي» بشيء من الفرح الممزوج بالامتعاض، إذ أعادت إلى ذكراهم قضية «كذبة سارة»، التي شكلت صدمة قاسية لهم العام الماضي بعد وقوعهم في شرك خداعها، وتعاطفت معها قلوبهم وجيوبهم عبر عالم افتراضي بحت، استنزفت من خلاله الأموال والهبات لأشهر عدة، فيما ربط مغردون آخرون شفاء الطفلة الحقيقية بالدعوات المخلصة، التي كانوا لا يتقاعسون عن ترديدها لصاحبتهم المزيفة، في حين وعد وزير الصحة سفيرة محاربي السرطان شريفة الحقباني بدعم جمعيات مساندة السرطان . وتعود قصة سارة إبراهيم، التي كان حسابها مشتعلاً بعشرات آلاف المتابعين، أبرزهم شخصيات إعلامية، ومشاهير في مجالات مختلفة في المجتمع السعودي وخارجه، إلى فتاة تدعي أنها مصابة بمرض السرطان، انتحلت شخصية المريضة الأصلية «اسمي» وتشير إلى أنها بحاجة إلى المساعدة الإنسانية، والدعم المادي، وحققت الشخصية الافتراضية المزيفة مكاسب كبيرة بعد أن تمكنت من استدرار عطف متابعيها، وجنت من ورائهم الأموال والتعاطف طوال أشهر من خلال متابعتها، ومواساتها، كما تضامن كثيرون معها بحلق رؤوسهم، وإطلاق مبادرات خيرية، ولهج بالدعاء تارة وبالقصيد تارة أخرى، وبالصدقات مئات المرات، ومنهم من توجّه إلى مكةالمكرمة، وأدى عمرة لها، وحفر الآبار، وجعل ثواب كل ذلك إكراماً لها، فضلاً عن إطلاق وسم «أصدقاء سارة» كسباً لمزيد من الدعم، والمواساة للحساب المزيف، خلال العام الماضي2015. وبعد أن انكشف غطاء الحساب المزيف وتلاعبه، بادرت صاحبته التي لقبت نفسها «سارة إبراهيم» فوراً إلى إغلاق حسابها عبر «تويتر»، الذي تخطى 74 ألف متابع، وانكفأت من الآخر عبر «إنستغرام»، الذي تجاوز متابعوه 11 ألفاً، وكأن لسان حالها بعد انسحابها من الساحة الإلكترونية يقول: «استطعت خداعكم والقانون لا يحمي المغفلين». ووزير «الصحة» يعد طفلة بمساندة «جمعيات «السرطان» من جهة أخرى، عبّر وزير الصحة المهندس خالد الفالح عن إعجابه بالروح العالية التي تتمتع بها الطفلة شريفة الحقباني المصابة بمرض السرطان والتي تلقب بسفيرة محاربي السرطان. وأثنى الفالح خلال استقباله لها مع والدها بمكتبه بالوزارة أمس على قوة إرادتها وما تتمتع به بفضل الله من عزيمة وإصرار جعلها تواجه المرض بكل شجاعة وتتجاوز معاناته وتحولها لقوة إيجابية تمكنها من مساعدة الآخرين وإلهامهم من خلال إرادتها وروحها العالية، سائلاً المولى عزوجل أن يمن عليها بالشفاء العاجل. وأكد الفالح للطفلة شريفة رغبته القوية في دعم إنشاء جمعيات لمساندة مرضى السرطان، وأنه يتطلع لمشاركتها في هذه النشاطات. وأهدت الطفلة شريفة للفالح نسخة من كتابها الذي يحكي تجربتها ومعايشتها مع المرض بعنوان «رغم الألم يبقى الأمل»، إذ تمنى أن ينجح العلم والأبحاث في جعل السرطان تاريخاً منسياً