يقف لبنان على عتبة مرحلة سياسية جديدة باتجاه التسريع في عقد اجتماع الهيئة العليا اللبنانية – السورية برئاسة رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري ونظيره السوري محمد ناجي عطري لإقرار الصيغة النهائية للاتفاقات المطروح تعديلها والأخرى المطلوب تجديد العمل فيها. كما تفتح صفحة جديدة من التعاون الإيجابي بين الحكومة والمجلس النيابي الذي يستعد لمناقشة مشروع قانون الموازنة للعام الحالي المرتقب أن يقره مجلس الوزراء في جلسته غداً الجمعة، بعد شلل ومراوحة. وقالت مصادر وزارية وأخرى نيابية ل «الحياة» إن لبنان يستعد للانتقال الى مرحلة سياسية جديدة مختلفة عن المرحلة السابقة التي غلبت عليها تناقضات وسجالات سياسية وإعلامية عمرها من عمر حكومة الوحدة الوطنية. ولفتت الى أن الإعداد للدخول في مرحلة سياسية جديدة تزامن مع الاستعداد المشترك بين لبنان وسورية لفتح صفحة جديدة على قاعدة طي الخلافات التي أصبحت من الماضي، لا سيما أن العلاقة أخذت تتطور باتجاه التنسيق والتشاور بين البلدين في شأن الموقف من القضايا الإقليمية والدولية، وهذا ما جسده اللقاء الأخير بين الرئيس بشار الأسد والرئيس الحريري الذي بقي جدول أعماله كما أكد عدد من زوار دمشق ل «الحياة»، محصوراً في مواجهة الهموم الخارجية ومنع أن تكون لها ارتدادات سلبية على الاستقرار العام. لكن ذلك لم يحل دون التطرق الى الخطوات التي قطعتها أعمال اللجان المشتركة بين البلدين تمهيداً لاجتماع الهيئة العليا المشتركة في النصف الثاني من الشهر الجاري. وفي هذا السياق، قال وزير الدولة جان أوغاسبيان الذي يرأس الوفد اللبناني الى اجتماعات المدراء العامين والخبراء اللبنانيين مع الجانب السوري، إن السلطات اللبنانية تسلمت من السلطات السورية الأجوبة على الاقتراحات التطويرية التي كان تقدم بها لبنان حول الاتفاقات المعقودة بين البلدين وإمكان عقد اتفاقات أخرى. وأضاف: «الجانب اللبناني عرض على الجانب السوري إمكان أن يتوجه الوفد التقني اللبناني الى سورية في الثاني عشر والثالث عشر من الشهر الجاري، والجانب السوري رحب بهذا التوقيت»، مشيراً الى أن الاجتماعات المقبلة «تهدف الى وضع الصياغة النهائية للاتفاقات وإعداد جدول أعمال هيئة المتابعة والتنسيق التي ستعقد في موعد لاحق قريباً برئاسة رئيسي مجلس الوزراء في البلدين». وأبدى أمس رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ارتياحه لنتائج الجولة الأخيرة للرئيس الحريري، ونقل عنه زواره أن زيارة الأخير لدمشق واجتماعه بالرئيس الأسد «يصبان في خانة الرغبة المشتركة في شأن التنسيق والتشاور في مجمل القضايا والتطورات التي تهم البلدين». ولم يستبعد الزوار احتمال توجه سليمان في الأيام المقبلة الى دمشق للقاء نظيره السوري الأسد، مشيرين الى أنه «لم يعد من جدوى للجوء البعض في المعارضة سابقاً للتشكيك بمواقف الحريري الحريص على التشاور الدائم مع القيادة السورية». وأفاد مكتب الإعلام في الرئاسة اللبنانية أن الرئيسين سليمان والأسد «تشاورا في اتصال هاتفي بينهما في الأوضاع الناشئة عن الجريمة الإسرائيلية ضد أسطول الحرية وتداعياتها وفي أجواء المشاورات العربية التي تسبق عقد مؤتمر وزراء الخارجية العرب في القاهرة مساء اليوم، وكان الاتصال مناسبة لعرض العلاقات الثنائية بين البلدين». أما على صعيد التحضير للبدء بمناقشة مشروع قانون الموازنة في لجنة المال النيابية فور إحالته عليها من الحكومة التي تقره في صيغته النهائية بعد غد الجمعة، فإن رئيس المجلس النيابي نبيه بري استبق مناقشته بموقف صرح به بعد اجتماعه الدوري كل أربعاء مع رئيس الجمهورية، وطلب فيه تفسيراً عن إنفاق 11 بليون دولار خارج «الإثني عشرية» التي تتحكم بالمالية العامة للدولة في ظل عدم إقرار الموازنة للأعوام الخمسة الماضية. ورد عليه وزير المال السابق جهاد أزعور مؤكداً عدم وجود مخالفة للقوانين في الإنفاق المالي، وسائلاً من «أين جاء هذا الرقم»؟ وفي هذا المجال، نقلت مصادر مقربة من بري قوله إنه لم يهدف الى شن هجوم على الحكومة السابقة بمقدار ما أنه رغب في إيجاد مخرج قانوني للإنفاق، لان «مَن يريد أن يفتح صفحة جديدة عليه أن يعمل لإقفال الصفحة التي أصبحت من الماضي». الى ذلك، وقبل 9 أيام من موعد إجراء الانتخاب الفرعي في قضاءي المنية – الضنية، الأحد في 13 الجاري، لملء المقعد النيابي الشاغر بوفاة النائب هشام علم الدين، أعلن المرشح كاظم صالح الخير الذي زار الحريري عصر أمس، أن الأخير «بارك ترشحه وأكد دعمه» له، وأنه «مستمر في نهج الرئيس الشهيد رفيق الحريري ويواكب مشروع النهوض بلبنان الذي يقوده الرئيس سعد الحريري».