أكّدت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) أمام فريق مهمات الأمم المتّحدة المعني بتطوير منهجيّاتٍ طويلة الأمد للعمل على التخفيف من آثار تغيُّر المناخ، أن «الزراعة تملك إمكانات لتصبح جزءاً من الحلّ بالنسبة إلى تدارُك تغيُّر المناخ وعلى نحوٍ يُراعي متطلّبات التنمية والأمن الغذائي لدى البلدان النامية ويَدعَمهما». وأضافت «فاو» في سياق توصياتٍ رسمية عُرِضَت على فريق العمل الدولي، أن «بَلورة هذه القدرات الكامِنة تقتضي تكريس مناقشات واتخاذ قرارات على نحوٍ مُنتظم، بهدف استجلاء خيارات العمل وما تتطلّبه من خطوات دعمٍ ترتبط به». ودعت «فاو» إلى العمل المبكّر لتتمكّن الزراعة من تحقيق قدراتها الكامنة في خفض الغازات المسبِّبة للاحتباس الحراري وإزالتها من الأجواء، وتعزيز مرونة النُظم الزراعية على التكيّف مع الأحوال الجوية الأكثر تقلبّاً والأشد حرارةً، على النحو المتوقع في الأقاليم الأشد فقراً في العالم. وطرحت «فاو» مناشدتها في سياق توصياتٍ رسمية أُدرِجت في بداية المحادثات والمفاوضات التقنية التي بدأت أمس في العاصمة الألمانية القديمة بون لأسبوعين، توطئةً لمؤتمر القمة حول تغيُّر المناخ المقرَّر في المكسيك خلال كانون الأول (ديسمبر) المقبل. وما أكدّته «فاو» أنّ جميع الأطراف ذات الشأن يمكنها أن تُعجِّل في إجراءاتٍ تستهدف وضع برنامج عمل يخُص قطاع الزراعة، يمكنه أن يتناول الأبعاد العلمية والمنهجية والتقنية اللازمة لمساندة التطبيق ودعم الجهود للتخفيف من آثار تغيُّر المناخ والتكيُّف الزراعي المنشود. ويقتضي تحقيق هذه الإمكانات الكامنة في البدء حسم قضايا تقنية معقّدة، من بينها أولاً كيفيّات قياس المساهمة والتحقُّق من مقدارها المقدّم إلى أعدادٍ كبيرة من المزارعين الصغار لعمليات التخفيف من إطلاق عوادم الغازات المسبِّبة للاحترار في الأجواء ولجهود عزل الكربون. وثانياً، كيفية ضمان وصول التمويل عملياً إلى صِغار المُزارعين وغيرهم من الفئات المستهدفة. ووفقاً لتوصيات «فاو» لا مجال للتأخير في الشروع الفعلي باستجلاء هذه الاعتبارات والإجابة عن التساؤلات إذا كان على ملايين أصحاب الحيازات الصغيرة والعمال المُعدَمين أن ينفذوا بنجاح إلى موارد التمويل الإنمائية الجديدة المتاحة وتأدية دورهم كاملاً في مواجهة التحدّي تَصدّياً لسياق تغيُّر المناخ، والإفادة من جهود التكيّف الزراعي وتعزيز الأمن الغذائي والجهود الإنمائية. وبحسب المدير العام المساعد مسؤول قسم الموارد الطبيعية والبيئة لدى «فاو» الخبير ألكساندر مولير، «من الحاسم أن يحصل مزارعو البلدان النامية على المساعدة في جهود تخفيف تغيُّر المناخ والتكيُّف له». وأضاف، «أن القضية تتعلق بقدرات هؤلاء على زيادة إنتاج الغذاء لسكان العالم الذين يُنتَظر أن تفوق أعدادهم تسعة بلايين بحلول عام 2050، والمساهمة في الوقت ذاته بالحيلولة دون وقوع كوارث بيئية محتملة بسبب سياق التغيُّر المناخي».