تمكنت الاردن من إستعادة إستقرارها رغم التدفق الهائل للاجئين السوريين منذ بدء الأزمة السورية، وأشارت صحيفة "وورلد تريبيون" الأميركية "إنه إن كان هناك فائز غير متوقع في الحرب السورية فهي الأردن التي حققت قفزة إقتصادية وأمنية بينما تخوض جارتها غمار حرب أهلية ضارية". ونقلت الصحيفة في نسختها الإلكترونية عن تقرير لمعهد "واشنطن لسياسات الشرق الأدنى" "إن الأردن فاقت توقعات الولاياتالمتحدة وحلفاء آخرين في استعادة الاستقرار على الرغم من التدفق الهائل للاجئين من سورية". وذكر التقرير "إن الملك عبد الله عاهل الأردن الذي اجتمع مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في شباط (فبراير) الماضي إستطاع إخماد معارضة إسلامية متنامية واستعاد ولاء القبائل البدوية له". وأشار التقرير أن هناك "نقطة تحول أخرى إذ أن جماعة الأخوان المسلمين في الأردن صدموا مما تعرضت له الجماعة في مصر وهو ما أدى إلى إنقسامات داخل فرعها في الأردن". وأضاف التقرير "هذه التطورات بالإضافة إلى المخاوف الناجمة عن إنعدام الإستقرار في سورية ومصر أقنع الشارع الأردني بالإذعان الآن وهو ما مكن الأردن من أن تتفادى إصابتها برصاصة الربيع العربي". وأكد التقرير انه "على الرغم من أن التدهور على أعتاب الأردن وزيادة السكان بنسبة 16 في المئة غير أن الأردن اليوم أكثر استقراراً مما كان عليه عندما إلتقى الزعيمان (عبد الله و اوباما) في آذار (مارس) 2013". وأشار التقرير أن الملك عبد الله إستطاع التغلب على عدة تحديات منها عجز الميزانية البالغ 30 في المئة وحركة المعارضة المسماة "حراك"، والتي تتضمن البدو وعدداً كبيراً من اللاجئين السوريين في شمال الأردن. ويشير التقرير أن "هناك أكثر من 400 ألف سوري سجلوا كلاجئين في الأردن بالفعل". لكن التقرير حذر من أن الأردنيين "ما زالوا يشكون من الفساد الحكومي المتوطن وضعف الإقتصاد"، مشيراً إلى أن "وجود حوالي مليون سوري في البلاد يعتبر التهديد الأكبر لاستقرار المملكة". وأضاف التقرير "أنه إذا تمكن السوريون من ترسيخ أقدامهم في المملكة، فسوف يؤدي ذلك دون شك إلى تفاقم التوترات الكامنة في مجتمع منقسم بالفعل بين الأردنيين من أصل قبلي واللاجئين الفلسطينيين الذين يشكلون حوالي 60 في المئة من السكان". وأشار التقرير أنه إذا "لم تنته الحرب في سورية قريباً فإن نجاة الأردن من عدم الاستقرار الذي يعصف بدول الشرق الأوسط منذ عام 2011 ربما تكون مؤقتة فقط".