رهن مدير الشرطة الإسبانية نجاح التعاون والتنسيق في الحرب على الإرهاب، بتفعيل خطة تبادل المعلومات داخل بلدان الاتحاد الأوروبي، وقال إغناسيو كوسيدو في ختام محادثات أمنية مغربية - إسبانية، إن «التحدي الحالي لا يكمن في كيفية تبادل مزيد من المعلومات، بل التبادل السريع للمعلومات ذات الأهمية الكبرى»، في إشارة إلى جهود بلاده والمغرب التي سمحت بتفكيك خلايا إرهابية عدة. واستضافت مدريد محادثات سياسية وأمنية شارك فيها من الجانب المغربي وزير الداخلية محمد حصاد، والمدير العام للأمن الوطني مسؤول الاستخبارات الداخلية عبداللطيف الحموشي، ومن الجانب الإسباني وزير الداخلية خورخي فيرنانديث، عرضت لتقويم إجراءات التعاون والتنسيق في الحرب على الإرهاب والتصدي لظاهرة الهجرة غير الشرعية وتطويق الجريمة المنظمة وتجارة المخدرات. وأفاد بيان مشترك بأن التعاون بين الرباطومدريد، القائم على الثقة، «مكّن من تفكيك خلايا إرهابية عدة»، في إشارة إلى متطوعن محتملين كانوا في صدد الانضمام إلى تنظيم «داعش» واستقطاب مقاتلين، بخاصة في مدينة سبتة الخاضعة للسيطرة الإسبانية شمال المغرب، ما اعتُبِر حرباً استباقية أبطلت مفعول مخططات إرهابية. وأعرب البلدان عن ارتياحهما العميق إزاء «فاعلية النتائج على المستوى الميداني» وتنفيذ عمليات مشتركة ومتزامنة في التصدي للأخطار الإرهابية المحدقة. وسجلا أهمية الإجراءات المتعلّقة بالإتجار غير المشروع في المخدرات، بخاصة في ضوء خفض عمليات التهريب، عبر استخدام رقابة الطائرات الخفيفة في مضيق جبل طارق. والتزم البلدان تكريس مقاربة شمولية ذات أبعاد إنسانية في التصدي لتدفّق الهجرة غير الشرعية. في سياق متصل، نوّه الجنرال وليام وارد، القائد السابق للقيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم)، بالمقاربة المغربية في محاربة الإرهاب. ونقلت وكالة المغرب العربي للأنباء عن الجنرال وارد قوله أول من أمس في واشنطن، أن الرباط تبذل جهوداً «محمودة» في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف في المنطقة، مشيراً إلى المبادرات المغربية الرامية الى نشر قيم الإسلام القائمة على الاعتدال والوسطية. وأوضح القائد العسكري الأميركي الذي كان يتحدث على هامش مؤتمر دعا إليه النادي الوطني للصحافة الأميركية، تحت عنوان «محاربة الإرهاب: الدروس المستفادة من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والساحل وغيرها من المناطق»، أن «المغرب بذل جهوداً كبيرة من أجل قطع الطريق على التهديد الإرهابي، معتمداً على مقاربة أصيلة مستوحاة من قيم التسامح والعيش المشترك».