وصف وزير الداخلية الفرنسي برنار كازانوف المغرب بأنه «شريك أساسي» لبلاده في ضمان استتباب الأمن والحرب على الإرهاب. وقال في ختام محادثات أجراها مع نظيره المغربي محمد حصاد أن الشراكة التي تتطلع إليها باريس تتعلق في الدرجة الأولى بالتعاون الاستخباراتي، مؤكداً أن للمغرب «تجربة مهمة، برهنت من خلالها أجهزة الأمن (المغربية) عن فاعلية في تفكيك خلايا إرهابية عدة»، خصوصاً في الأشهر الأخيرة. وفي خطوة لافتة هدفت إلى إنهاء ملابسات الأزمة بين باريسوالرباط التي نجمت عن استدعاء مدير الاستخبارات الداخلية عبداللطيف الحموشي إلى التحقيق أمام القضاء الفرنسي حول مزاعم تعذيب، أعلن الوزير الفرنسي أن بلاده تعتزم تقليد الحموشي وسام استحقاق رفيعاً من درجة ضابط جوقة الشرف، وذلك للمرة الثانية من نوعها بعد تقليده وساماً من درجة فارس في عام 2011. واعتبر ذلك تطوراً يشكل استكمالاً لنتائج المحادثات التي أجراها ملك المغرب محمد السادس مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في باريس الأسبوع الماضي، وتوجت ببيان مشترك ركز على تنسيق الجهود والتعاون في الحرب على الإرهاب. وقال وزير الداخلية الفرنسي: «أمامنا الكثير لنقوم به مع المغرب لتفادي أي خلط بين الإرهاب والإسلام»، مؤكداً أن هجمات باريس «لا علاقة لها بالإسلام، ولا يمكن أن تنسب لأي ديانة أو ثقافة». وأضاف أن «استئناف التعاون التام بيننا يعد مطلباً ورغبة مشتركة». ولفت إلى أن «الصداقة بين المغرب وفرنسا خلال الأوقات الصعبة، أقوى من أي شيء»، موضحاً أن هذا «العزم المشترك مهم اليوم أكثر من أي وقت مضى، وذلك في سياق مواجهة بلدينا تهديداً إرهابياً خطيراً دفعت فرنسا ثمنه أخيراً». في المقابل، أكد وزير الداخلية المغربي أن التعاون الأمني مع باريس، يتركز أساساً على مكافحة الإرهاب، وتبادل مكثف للمعلومات والخبرات. وأردف أنه اتفق مع نظيره الفرنسي على «تكثيف الاتصالات واللقاءات بين مسؤولين الأمن في البلدين، وتعزيز التنسيق الجيد لمواجهة الإرهاب والجريمة المنظمة، بما يقوي قوة الشراكة المتميزة» بين البلدين. وقال أن نتائج الحوار المغربي – الفرنسي، تأتي عقب إبرام البلدين اتفاقاً جديداً في مجال التعاون القضائي.