تعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما اليوم (الخميس)، إلى جانب حليفيه الياباني والكوري الجنوبي «الدفاع» عن النفس ضد التهديد النووي الكوري الشمالي، وذلك خلال قمة دولية حول الأمن النووي يتخللها لقاء ثنائي بين الرئيس الاميركي ونظيره الصيني شي جينبينغ. وعلى رغم أن الادارة الأميركية، بعد محادثات استمرت أعواماً مع إيران، نجحت في كانون الثاني (يناير)، في وضع البرنامج النووي الإيراني تحت المراقبة، إلا أن التهديد النووي الكوري الشمالي لا يزال هاجساً لدى واشنطن. وفي ختام اجتماع ثلاثي طارىء مع رئيسة كوريا الجنوبية بارك غيون هو ورئيس الوزراء الياباني شينزو ابي، تعهد أوباما أن يكون الحلفاء الثلاثة «موحدين» بهدف «ردع والدفاع (عن النفس) ضد الاستفزازات الكورية الشمالية». وإلتزم المسؤولون الثلاثة «تنفيذ الاجراءات القوية لمجلس الامن الدولي» التي اتخذت في الثاني من آذار (مارس)، أي رزمة العقوبات الجديدة غير المسبوقة على بيونغ يانغ. وتهدد كوريا الشمالية بشكل شبه يومي الجنوب وحليفه الاميركي بضربات نووية وتقليدية ولم تكترث على ما يبدو بالقرار 2270 الذي أصدره مجلس الامن في الثاني من آذار(مارس) والذي ينص على فرض عقوبات على بيونغ يانغ. ويريد البيت الابيض ابقاء الضغط على النظام الكوري الشمالي عبر تشديد العقوبات الاقتصادية والديبلوماسية لتجاهله الدعوات الدولية لوقف برامجه النووية. وبدأت الولاياتالمتحدةوكوريا الجنوبية محادثات حول نشر الدرع الأميركية ضد الصواريخ البالستية (ثاد). وكانت الصين، والتي يوجد بها المفتاح الرئيس لملف كوريا الشمالية، صوتت على العقوبات ضد بيونغ يانغ، لكن الولاياتالمتحدة ترى انها يمكن أن تعزز ضغوطها على حليفتها. وفي هذا الاطار سيلتقي أوباما على انفراد الرئيس الصيني. وقالت وزارة الخارجية الأميركية أن اللقاء لن يخصص لكوريا الشمالية حصراً، بل سيتناول تصاعد التوتر بين الصين وجاراتها في آسيا والتبدل المناخي والاقتصاد العالمي. وسيعقد اوباما ايضا لقاء «مقتضبا» مع نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيكون الغائب الاكبر عن هذه القمة. ويشكل سيناريو كارثة «اعتداء ارهابي نووي» بواسطة «قنبلة قذرة» يرتكبه «داعش»، إحدى القضايا التي ستبحث أيضا خلال أعمال قادة حوالى خمسين بلداً سيجتمعون لمدة يومين حول أوباما. وكان الرئيس الاميركي الذي تنتهي ولايته في كانون الثاني (يناير)، أطلق هذه القمة في العام 2010، بعد عام من عرضه رؤيته في خطاب تاريخي في براغ «لعالم خال من الاسلحة النووية». وتعقد القمة الرابعة للأمن النووي بعد عشرة أيام من اعتداءات بروكسل التي تبناها «داعش» والتي أوقعت 32 قتيلاً و340 جريحاً وفي اعقاب معلومات يجري تداولها عن «فرضية اعتداء ارهابي نووي». وكانت وسائل اعلام بلجيكية ودولية ذكرت الجمعة الماضي، أن الخلية الارهابية التي نفذت اعتداءات بروكسل في 22 اذار(مارس)، فكرت في صنع «قنبلة قذرة» مشعة بعد مشاهدة «خبير نووي» بلجيكي في شريط فيديو حصل عليه الانتحاريان خالد وابراهيم البكراوي. وبعد يومين من الاعتداءات، حذر المدير العام ل«الوكالة الدولة للطاقة الذرية» يوكيا امانو من أن «الارهاب ينتشر ولا يمكن استبعاد امكانية استخدام مواد نووية». ويعتقد عدد قليل من الخبراء أن «داعش» سيتمكن يوماً من حيازة السلاح النووي، لكن كثيرين يخشون من حصوله على اليورانيوم أو البلوتونيوم لصنع «قنبلة قذرة» هي قنبلة لا تحدث انفجاراً نووياً وإنما تنشر الاشعاع النووي وبالتالي تخلف أثاراً رهيبة على صحة الناس جسديا ونفسيا وعلى الاقتصاد.