أبدت الأممالمتحدة اليوم (الخميس)، قلقها من تزايد صعوبات توصيل المساعدات لمناطق محاصرة في سوريا وتحدثت عن تعطيل القوافل أو إزالة معدات الجراحة منها على أيدي القوات الحكومية في أغلب الأحوال. ودعا رئيس «مجموعة العمل للشؤون الإنسانية» التابعة للأمم المتحدة يان إيغلاند، روسيا وإيران والصين والعراق إلى ممارسة المزيد من الضغط على حكومة الرئيس السوري بشار الأسد لدفعها للسماح بدخول المساعدات الغذائية والأدوية. وقال إيغلاند بعدما عقدت القوى الكبرى والإقليمية اجتماعاً أسبوعياً لمتابعة ما تم إحرازه من تقدم بعد شهر من وقف إطلاق النار: «لم يسمح لنا بعد بالدخول. لم نتلق الضوء الأخضر لدخول دوما أو داريا أو شرق حرستا». وأضاف أن هناك أكثر من 90 ألف شخص يحتاجون إلى المساعدات في دوما التي تحاصرها الحكومة، ووصف الوضع في داريا بأنه «بشع»، إذ قال: «برنامج الأغذية العالمي» إن بعض الناس اضطروا لأكل العشب. وتمكنت وكالات الإغاثة الدولية من الوصول إلى 150 ألف شخص يعيشون في 11 من بين 18 منطقة محاصرة في سورية. ويبلغ عدد المحتاجين لمساعدات إلى 500 ألف شخص. وتحاصر قوات المعارضة كفريا والفوعة وهما بلدتان شيعيتان في محافظة إدلب وصلتهما الكثير من القوافل. وتقع بقية المناطق تحت حصار الحكومة أو مقاتلي «حزب الله» المتحالف معها بينما يحاصر «تنظيم الدولة الإسلامية» (داعش) دير الزور. وقال إيغلاند إن الحكومة السورية وافقت الأسبوع الماضي على دخول مساعدات إلى ثلاث مناطق محاصرة أخرى وهي عربين وزملكا والزبداني لكن الإمدادات لم تصل بعد بسبب الجدل حول عدد المستفيدين. وقال المسؤول الدولي إن دمشق أصبحت أقل استجابة لطلبات قوافل المساعدات مقارنة بما كان عليه الوضع فور اتفاق القوى الكبرى على وقف الأعمال القتالية مطلع شباط (فبراير) للسماح بنقل المساعدات. وقال «الأمر يتعلق بردود أقل سرعة مع تراجع الزخم وسرعة التحرك مقارنة بما رأينا فور الاجتماع الوزاري في ميونيخ. علينا الوصول إلى بقية المناطق المحاصرة». وأضاف قائلا إنه يتم منع دخول الإمدادات الطبية والخدمات الصحية في انتهاك للقانون الدولي. وتابع: «تمنع معدات الجراحة من القوافل ولا يسمح بدخول الأطقم الطبية إلى المناطق المحاصرة ولا يسمح حتى الآن بإجلاء المصابين». وقال إيغلاند إن ثلاثة أطفال نزفوا حتى الموت في مضايا التي تحاصرها الحكومة قبل أيام بسبب تعذر نقلهم للعلاج بعد انفجار قنبلة لم تنفجر كانوا يلهون بها، مضيفاً: «كان ممكناً أن نرى هؤلاء الأطفال أحياء اليوم». وأضاف أن الأممالمتحدة تستطيع الآن البدء في إسقاط إمدادات حيوية من الجو على دير الزور التي يقطنها نحو 200 ألف شخص خلال أسبوعين بعد فشل محاولة سابقة في الشهر الماضي.