قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إن سوريين في المنطقتين المحاصرتين في داريا ودير الزور يضطرون لأكل العشب بسبب انقطاع الإمدادات الغذائية. وأضاف في تقرير "في الحالات الأكثر شدة يتحملون أياما بدون تناول طعام ويرسلون أبناءهم للتسول وأكل العشب والنباتات البرية." وتخضع دير الزور لحصار تنظيم الدولة الإسلامية بينما تحاصر القوات الحكومية داريا. ولم تعط الحكومة السورية الإذن حتى الآن لقوافل المساعدات بدخول المدينة. وأظهر تقرير البرنامج وهو دراسة مسحية لأوضاع سوق الغذاء في سوريا في فبراير شباط أن الأسر في المدينتين لا تتمكن من تناول الطعام أكثر من مرة واحدة في اليوم وأنها تعطي الأولوية للأطفال. وأضاف أن الخبز الطازج يتوفر في داريا من حين لآخر وبأسعار باهظة تفوق سعر السوق في دمشق بثلاثين مثلا. كما فاق سعر الأرز في داريا سعره في دمشق بسبعة عشر مثلا. وعلى الرغم من الهدنة واسعة النطاق المستمرة منذ نحو ثلاثة أسابيع فإن الحكومة السورية رفضت السماح لقوافل الإغاثة التابعة للأمم المتحدة بدخول ست مناطق تحاصرها قواتها بينها داريا. وقال يان إيجلاند مستشار الشؤون الانسانية في الأممالمتحدة يوم الخميس إن الدول التي تدعم محادثات السلام السورية أمهلت الحكومة السورية سبعة أيام للرد على طلب من الأممالمتحدة لإيصال المساعدات. وأضاف "منعنا من الدخول انتهاك للقانون الدولي" مضيفا أن المناطق الست ليست استراتيجية أو رمزية أكثر من المناطق الأخرى التي دخلتها بالفعل قوافل مساعدات. ومضى إيجلاند قائلا "كان هناك قتال في داريا لكن كان لدينا انطباع واضح للغاية بأننا لن نواجه أي مشاكل في إيصال المساعدات إذا نجحنا أن يتفق الطرفان على وقف القتال حتى نتمكن من الوصول إلى بضعة آلاف هناك من المدنيين الذين هم في موقف صعب جدا جدا." وفي غياب الأمل في دخول المساعدات إلى دير الزور عن طريق البر تأمل الأممالمتحدة في القيام بعمليات إسقاط جوي للأغذية. لكن محاولة أولى فشلت لأن الطائرة اضطرت للتحليق على ارتفاع كبير وبسرعة شديدة لتفادي تهديد الصواريخ أرض-جو وهو ما أدى لخلل في المظلات لأنها ارتجت بشدة عند فتحها.