أشار وكيل الوزارة لتخطيط المدن عبدالرحمن آل الشيخ، إلى أن السعودية تعد واحدة من أعلى الدول في نسب التحضر، إذ ارتفع مستوى التحضر فيها قرابة 33 في المئة بين عامي 1970-2010، وقفز عدد المدن من 58 مدينة في 1970 إلى 285 مدينة في 2015، أكبرها مدينة الرياض بعدد سكان يزيد على ستة ملايين نسمة. وشدد على أن هذا النمو في التحضر يرجع إلى عوامل مختلفة تعود لوفرة الموارد الاقتصادية، والزيادة الطبيعية للسكان، وارتفاع نسبة الهجرة إلى المدن من الداخل والخارج، وتحسن وسائط النقل، وعلى رغم أن النمو الحضري السريع صاحبه بعض التحديات التي تواجه عملية التحضر، تتمثل في التركز السكاني في المراكز الحضرية الكبرى، والتزايد المستمر في كلفة توفير وتشغيل وصيانة المرافق والخدمات في المدن، والاستهلاك العالي للطاقة وما يصاحبه من زيادة معدلات التلوث، والاختناقات المرورية، ونقص الأراضي الزراعية. وقال: «إنه مع التغير في النظرة إلى المدن على أنها ليست مكاناً للعمل والسكن فقط، بل لممارسة الأنشطة المختلفة والتواصل الاجتماعي وتحقيق الفرص، بدأ العالم يشهد تحولاً في مفاهيم التخطيط الحضري سُمي هذا التحول ب«التخطيط الحضري المستدام»، الذي يتمثل في تطبيق مفاهيم الاستدامة التي تنادي بزيادة نسبة الكثافات وتنزع الاستعمالات، وتوفير وسائط النقل الحضري، وتحسين الموارد الاقتصادية وتعزيز دور القطاع الخاص، والارتقاء بجودة الحياة، والإدارة الذكية والحفاظ على الموارد الطبيعية والثقافية والمشاركة المجتمعية في عملية التحضر، لافتاً إلى أنه لمواكبة هذه التحديات والتغيرات شرعت وزارة الشؤون البلدية والقروية ممثلة في وكالة تخطيط المدن في إعادة النظر في عملية التخطيط للمدن بما يتواءم مع هذه التوجهات العالمية لتحقيق نقلة نوعية في تخطيط مدن المملكة، وجعلها أكثر جذباً للعيش والعمل والاستقرار، إذ بدأت بعدة برامج جديدة في مجال التخطيط الحضري ومنها برنامج «مستقبل المدن السعودية» بالتعاون مع برنامج الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية «الموئل»، الذي يهدف إلى توفير بيئة حضرية أفضل في المدن السعودية، والحد من ظاهرة الانتشار العمراني ومعالجة التوسع الحضري، وبناء الشركات من أجل تنمية حضرية أفضل، ورفع مستوى القدرات المؤسسية والفنية في الوزارات والأمانات في مجال تخطيط التنمية الحضرية وإدارتها بأسلوب مستدام، منوهاً إلى أن عقد هذا المنتدى يأتي كأحد فعاليات برنامج «مستقبل المدن السعودية»، وأحد الخطوات التحضيرية لمشاركة المملكة في مؤتمر «موئل الأممالمتحدة الثالث» الذي سيعقد في شهر تشرين الأول (أكتوبر) من العام الحالي.