كابول - أ ف ب، رويترز، يو بي آي – أعلن مارك سيدويل المندوب المدني للحلف الأطلسي (ناتو) في أفغانستان أن انعقاد مجلس القبائل (لويا جيرغا) لبحث السلام في كابول غداً «يشكل عنصراً مهماً لمستقبل البلاد»، معتبراً انه سيوفر فرصة «لبناء توافق وطني لدعم التعاطي الشامل حول الأمن وطريقة الحكم والتنمية والمصالحة والنظام السياسي»، على رغم فشل هذه المؤتمرات التقليدية خلال ثمانية أعوام من الحرب، وآخرها في 2007 و2008، إذ زاد عنف حركة «طالبان» وألحق خسائر إضافية بالقوات الدولية والمدنيين الأفغان خصوصاً. ووصل أكثر من نصف حوالى 1600 مندوب من الاتنيات والقبائل ومختلف السلطات المحلية الى العاصمة الأفغانية في اليومين الأخيرين، علماً أن دعوات وجهت لأكثر من 200 مندوب من المجموعة الدولية والمنظمات غير الحكومية، في وقت عززت التدابير الأمنية حول المنطقة التي ستستضيف «الجيرغا الاستشاري والوطني للسلام» في أحد ضواحي العاصمة عبر نشر أكثر من 12 ألف عنصر أمن. وأعلن محمد أسلم مسعود الجنرال الكبير في الشرطة الأفغانية أن كل الاستعدادات والتدابير اتخذت لمنع هجوم للمتمردين. وقال: «اتخذت كل الإجراءات الضرورية»، علماً أن مفجراً انتحارياً هاجم باستخدام سيارة مفخخة قافلة للقوات الأجنبية في كابول خلال ذروة حركة المرور الصباحية قبل أقل من أسبوعين، ما أدى الى مقتل 12 مدنياً أفغانياً وستة جنود أجانب. وأوضح نجيب الله أمين نائب مدير عام الشرطة المسؤولة عن تأمين الاجتماع إن القوات الأفغانية والجيوش الدولية قسمت الخطة الأمنية الى أربع مراحل. وقال إن «مهمة تأمين الموقع تتولاها الاستخبارات الأفغانية وقوة الحماية الشخصية للرئيس في إطار «دائرة أمنية داخلية»، بينما تتولى الشرطة الأفغانية حراسة المداخل والطرق المؤدية الى الموقع، فيما سيفرض الجيش طوقاً على المنطقة بمعاونة القوات الدولية. وكان الرئيس حميد كارزاي وعد لدى أدائه قسم اليمين في تشرين الثاني (نوفمبر) 2009 بعد إعادة انتخابه في الاقتراع الذي أجري في 20 آب (أغسطس) وشابته عمليات تزوير كثيفة لمصلحته، بعقد اجتماع «الجيرغا» الذي سيستمر ثلاثة أيام، معتبراً الاجتماع عنصراً أساسياً لسياسة المصالحة الوطنية التي ينادي بها منذ سنوات، حتى انه دعا قادة «طالبان» الى تسليم أسلحتهم في مقابل منحهم مناصب في السلطة، وتأمين أموال وعمل للمقاتلين. ولم توجه دعوة رسمية الى «طالبان» للمشاركة في «الجيرغا»، لكنهم لن يمنعوا من المشاركة فيها إذا حضروا، فيما أكدت القيادة المركزية للمتمردين انها لن تشارك بأي طريقة وكررت موقفها الذي عبرت عنه مرات والذي يفيد بأنها «لن تفاوض من دون انسحاب مسبق وغير مشروط لكل القوات الأجنبية». ميدانياً، قتل جندي بريطاني بانفجار عبوة لدى مرور دورية راجلة انضم إليها قرب سانغين بولاية هلمند (جنوب)، ما رفع الى 289 عدد الجنود البريطانيين الذين سقطوا في أفغانستان منذ بداية إطاحة نظام «طالبان» نهاية 2001، والى 223 جندياً عدد قتلى القوات الأجنبية منذ مطلع السنة، ثلثاهم تقريباً (141) من الأميركيين. وفي باكستان، قتل 30 مسلحاً بينهم قائد مهم وجرح آخرون في العملية العسكرية التي تنفذها القوات الباكستانية منذ أكثر من شهرين مواقع للمسلحين في تهسيل إسماعيل زاي بمنطقة أوراكزاي القبلية (شمال غرب) المحاذية للحدود مع أفغانستان. ودمرت مروحيات تابعة للقوات الباكستانية 7 مخابئ للمسلحين في العملية في قرى غالغو وتوركانري وغيرها من المناطق في أوراكزاي. وأعلن الحلف الاطلسي مقتل قائد مجموعة مسلحة ناشطة من «طالبان» يدعى الحج أمير وعناصر تابعين له، في غارة جوية شنت في منطقة بانغواي في قندهار (جنوب). ووصف الحج أمير بأنه الرجل الثاني في الحركة في قندهار التي تسيطر «طالبان» على القسم الاكبر منها.