تركت باريس المجال ل «مصالحة» بين الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة ونظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي في قمة افريقيا - فرنسا التي تستضيفها مدينة نيس الفرنسية اليوم وغداً. وأعلن ديبلوماسيون فرنسيون أن اللقاء بين الرئيسين «سيتم لا محالة»، على رغم عدم وجود أي تحضيرات رسمية له. واستبقت الرئاسة الفرنسية حضور الرئيس الجزائري إلى نيس للمشاركة في قمة افريقيا - فرنسا، بإعلان أن ساركوزي سيسعى إلى لقاء بوتفليقة على رغم عدم وضع اللقاء على أجندة كل منهما. وقال بيان الإليزيه: «تأكد حضور بوتفليقة، وليس من المقرر حالياً تنظيم اجتماع ثنائي، لكن الرئيسين سيلتقيان بالتأكيد وسيتحادثان». بدورها، أعلنت الرئاسة الجزائرية مساء أول من أمس أن بوتفليقة سيتوجه إلى فرنسا للمشاركة في الدورة ال 25 لقمة افريقيا - فرنسا. وأبدى ديبلوماسيون فرنسيون تفاؤلاً بأن يؤدي حضور بوتفليقة الذي لم يكن متوقعاً، إلى تحسين العلاقات المعقدة بين الدولتين. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن ديبلوماسي فرنسي أن باريس ترغب في إتمام اللقاء بين بوتفليقة وساركوزي «من أجل أن تفتح الجزائر و فرنسا قنوات حوار جديدة لكسر الحاجز الذي أدى إلى تعقيدات كثيرة في العلاقات». وجدد وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي التأكيد على شروط بلاده لتحسين العلاقات مع باريس. وقال إن العلاقات «تحتاج إلى تنسيق وتوافق كامل على كل الملفات التي تعود وتظهر من حين إلى آخر»، في إشارة إلى أن العلاقات الاقتصادية المزدهرة بين البلدين لا يجب أن تغطي على بعض القضايا التي ترهن في كل مرة على التوافق في العلاقات السياسية المتدهورة منذ مشاركة بوتفليقة في قمة تأسيس «الاتحاد من أجل المتوسط» في تموز (يوليو) 2008 في باريس، ما أدى إلى إرجاء زيارة مقررة لوزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير للجزائر مرات عدة. ومن المواضيع التي فاقمت الخلاف بين البلدين استياء الجزائر مطلع شباط (فبراير) الماضي من قيام فرنسا بإدراجها في لائحة سوداء للبلدان التي تنطوي على أخطار للنقل الجوي، كما أنها استاءت من نزع السرية عن وثائق فرنسية عن مقتل رهبان فرنسيين العام 1996 ما فتح الباب أمام فرضية تسبب «خطأ» ارتكبه الجيش الجزائري في مقتلهم، إضافة إلى اعتقال الديبلوماسي الجزائري محمد زيان حسني في آب (أغسطس) 2008 في مطار مرسيليا لاتهامه بالتورط في قتل معارض جزائري في باريس. ووصف ديبلوماسي في سفارة فرنسا لدى الجزائر إعلان الرئاسة عن وجود الرئيس بوتفليقة في القمة بأنه «نبأ سار سيمكن لا محالة من دفع مسار الحوار في وقت تبدو العلاقات معقدة جداً»، لكنه أضاف أن فرنسا ليست مستعدة للاعتذار عن الاستعمار.