شدد الجيش السوري السبت الطوق على عناصر «داعش» في تدمر بدعم من القوات الروسية التي تشارك بقوة في المعركة ما ساهم في استعادة جزء كبير من هذه المدينة الأثرية في وسط سورية. وقال مصدر عسكري لوكالة فرانس برس إن «المعارك حالياً عند ضاحية العامرية التي تعتبر مدخل تنظيم داعش إلى مدينة تدمر». ويسعى الجيش السوري، بدعم من المجموعات الموالية للنظام من مقاتلي «حزب الله» اللبناني الشيعي ووحدات النخبة في الجيش الروسي، إلى محاصرة تدمر تمهيداً لاستعادتها. وأوضح المصدر العسكري ل «فرانس برس»: «يمكننا القول إن داعش محاط من ثلاث جهات، جنوب غرب وغرب وشمال غرب». أما بالنسبة للمواقع الأثرية، فإن المنطقة مهجورة تماماً لأن أحداً لا يجرؤ على المغامرة هناك بسبب الألغام التي وضعها «داعش» ولأن التضاريس خارج مرمى القناصة، بحسب مراسل ل «فرانس برس». وقال المصدر العسكري إن «الروس يشاركون بشكل واسع» في معركة تدمر، مشيراً إلى مركز عمليات مشترك للجيشين الروسي والسوري. وأضاف أن مشاركة الروس واسعة «سواء بالقتال المباشر براً أو من خلال الطيران أو من خلال الاتصالات وأجهزة التشويش». وأشار إلى «مشاركة طائرات روسية ضخمة في وقت مبكر مع 150 غارة عندما كنا في صدد السيطرة على التلال حول المدينة». وأوضح أن الغارات توقفت إلى «حد كبير فالمعركة الآن في المدينة والمدفعية الروسية والسورية تشارك في القصف». وأكد أن «معارك المدينة لا تحتاج لزخم جوي، إنما تحتاج لزخم مدفعي وهذا الشيء نلاحظه سواء من مدفعية الروس أو من مدفعية الجيش». بدوره، شاهد مراسل «فرانس برس» الموجود على تلة غرب تدمر المدفعية الروسية والسورية تقصف مواقع التنظيم المتطرف في المدينة من مرتفع تسيطر عليه قوات النظام. وتتركز المعارك في الأحياء السكنية في شمال غربي المدينة حيث ينتشر عناصر التنظيم. وتابع الضابط أن «استراتيجية القتال لدى داعش تختلف عن غيرها من التنظيمات فهم يتشبثون بالأرض ولا يتراجعون، ما يجعل المعركة أكثر صعوبة وطويلة. وعلاوة على ذلك، فإن لدى التنظيم انتحاريين ومعدات متطورة». وقال: «انهم يستخدمون متفجرات من نوع سي فور بالتفخيخ في معركة السيطرة على تلة سيرياتيل كانت هناك عبوات سي فور» الشديد الانفجار. وأكد الضابط: «إذا انتصر الجيش فإنه يكسب الثقة والمعنويات ليحضّر نفسه لمعركة متوقعة في الرقة بعد اكتسابه الخبرة من معركته في تدمر مع داعش». وتابع: «ستكون أول هزيمة لداعش على يد الجيش السوري. كل المعارك التي دارت بين الجيش السوري وتنظيم داعش محدودة وليست معارك ذات أهمية أو ذات بعد استراتيجي».