كشف مصدر مسؤول في أمانة جدة ل «الحياة» تلقي عمليات الأمانة 28 بلاغاً عن «انهيارات» في مبان مختلفة خلال شهر واحد، موضحاً أن معدل انهيار واحد يومياً في المحافظة ينذر بخطر جسيم يجب تداركه بصورة عاجلة قبل تحوله إلى كارثة. وفي شأن انهيار بناية في حي البغدادية أول من أمس ومصرع سيدتين داخلها، أرجع المنسق العام للجنة المباني الآيلة للسقوط ورئيس لجنة الفنادق في الأمانة المهندس خالد بن حسين الزيني سبب الانهيار إلى محاولة المالك بناء ملحق مخالف من دون الحصول على ترخيص، موضحا ًأن المنزل المنهار لا يستند إلى أسس هندسية ومعمارية، كما أنه أقيم من دون الحصول على تصريح بناء. وعاد المهندس الزيني إلى تحميل مالك العمارة المسؤولية الكاملة عن انهيارها، مطالباً في حديث إلى «الحياة» بمعاقبته وتحميله مسؤولية الوفيات الناتجة من الحادثة، وإحضاره من طريق الجهات الأمنية والحقوقية الحكومية. وكشف تقديم اللجنة طلب دعم من وزارة الشؤون البلدية والقروية قدره 20 مليون ريال لمواجهة خطورة حوادث الانهيار التي تضاعف خطرها في محافظة جدة بعد كارثة السيول وما خلفته من أضرار. وقال: «إن أمين جدة طلب منه رفع طلب إلحاقي لطلب الدعم، بهدف رفعه والحصول على الموازنة بشكل عاجل». وأكد زيني أن الطريقة المثلى لمعالجة مشكلة المباني الآيلة للسقوط في جدة هي إيجاد أنظمة مقننة للتأجير، يمكن من خلالها استخراج شهادات سلامة معتمدة من جهة رسمية تعطي المالك حق التأجير من عدمه، ويتم تجديدها سنوياً بعد الفحص والتحقق من استمرار سلامة المبنى وصلاحيته للتأجير، مثل ما يحدث في المباني التي تستخدم لإسكان الحجاج والمعتمرين. وأوضح أن العمارة المنهارة تعد من المباني الآيلة للسقوط وغير الصالحة للسكن والتي تم رصدها من قبل، وبناء عليه تم وضع ملصقات لأكثر من ثلاثة آلاف موقع من مجموع ثمانية آلاف موقع بضرورة مراجعة الجهة الرسمية في الأمانة، مشيراً إلى أنه يتم في الوقت الحالي إشعار أكثر من ألف موقع تمت ترسية عقد إصدار تقارير فنية لها بضرورة إخلائها من السكان حفاظاً على أرواح المواطنين والمترددين على المنطقة وإصدار خطابات فصل عدادات الكهرباء لهذه المواقع. وقال الزيني إن مساحة المبنى المنهار تبلغ 10 × 15 متراً مربعاً، ويتكون من أربعة طوابق، ومصنف ضمن المنازل الشعبية المبنية من البلك غير المطابق للمواصفات، والتي مر على بنائها فترات طويلة ولا تحمل ترخيصاً بالبناء، وتقع في المنطقة المحددة شمالاً بشارع الملك خالد وجنوباً شارع المدارس وشرقاً شارع الملك فهد وغرباً شارع خالد بن الوليد. ونوه المنسق العام للجنة المباني الآيلة للسقوط بوجود تنسيق فعال بين الجهات ذات العلاقة وبين الأمانة لإزالة مخلفات الانهيار، مشيراً إلى أن مندوبي إدارة الطوارئ في الأمانة وقفوا مع الدفاع المدني على المبنى المنهار على مدار 24 ساعة. وأفاد أنه ستتم مخاطبة إدارة الكهرباء في منطقة مكةالمكرمة لقطع التيار الكهربائي عن ما يقرب من ستة آلاف مبنى قريباً، وذلك بعد استكمال وضع ملصقات على عدد منها بالترميم أو الإزالة. وذكر أنه تم عمل تقارير فنية بالترميم ل 530 مبنى كمرحلة أولى، منها 111 مبنى أزيلت بموجب عقد هدم وإزالة و419 مبنى تحتاج إلى ترميم وتتم متابعة ترميمها من قبل البلديات الفرعية. يذكر أن لجنة المباني الآيلة للسقوط ممثلة في إدارة الطوارئ تتولى إزالة المباني الصادرة لها قرارات إزالة عقب إقرارها من جانب أعضاء اللجنة المكونة من (أمانة جدة، وإدارة المرور، وإدارة الدفاع المدني، وشركة الكهرباء، والشؤون الاجتماعية).