حذر تقرير «إثر تغير المناخ على البلدان العربية»، الذي أطلقه المنتدى العربي للبيئة والتنمية (أفد) في احتفال أقيم أمس في الكويت، من أن البلدان العربية في طليعة المناطق المهددة بتأثيرات تغير المناخ. فالوضع الحرج أصلاً لتناقص موارد المياه سيصل إلى مستويات خطيرة قبل عام 2025، مع ما يرافقه من ازدياد في الجفاف وانخفاض الإنتاج الزراعي. رعى الاحتفال النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع ورئيس المجلس الأعلى للبيئة الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح، وحضره مسؤولون حكوميون والقطاع الخاص ووسائل الإعلام والمجتمع الأهلي. وقد دعا إلى الحفل رئيس اللجنة التنفيذية في المنتدى الدكتور عبدالرحمن العوضي وعضو مجلس الأمناء سامر يونس، وهو نائب الرئيس والمدير التنفيذي لشركة «خرافي ناشونال» الكويتية. والنشاط من ضمن لقاءات ينظمها المنتدى لتقديم نتائج وتوصيات تقريره في عواصم عربية، للمساهمة في الاستعدادات لقمة تغير المناخ المقبلة التي تعقد في كانكون في المكسيك. ويقيم المنتدى في 27 حزيران (يونيو) احتفالاً في عمّان برعاية الملك عبدالله الثاني لتقديم التقرير ومناقشته. وقال الصباح في كلمة ألقاها نيابة عنه وزير التجارة والصناعة أحمد الهارون إن «أهم أسباب التغيرات المناخية ظاهرة الاحتباس الحراري الناشئة عن انبعاث غازات الدفيئة في الجو، والمسؤولية تقع علينا جميعاً وتستوجب العمل معاً، بتضافر جهود القطاعين العام والخاص، لاتباع الوسائل العلمية والقانونية التي تحافظ على البيئة وتقلل من انبعاث هذه الغازات». وشدد على مساهمة القطاع الخاص «من طريق الاستثمار في البيئة واعتماد معايير التنمية المستدامة في المشاريع، آخذين في الاعتبار الشروط البيئية مع الاعتبارات الاقتصادية». ودعا القطاع الخاص إلى الاستثمار البيئي وإعداد الدراسات الخاصة به، للمساهمة في تطوير مشاريع تنموية تحفظ البيئة من التدهور. وقدم الأمين العام للمنتدى نجيب صعب، تقريراً ذكر فيه أن ارتفاع مستويات البحار بمقدار متر واحد يؤثر مباشرة على 41,500 كيلومتر مربع من الأراضي الساحلية العربية وعلى 3,2 في المئة من سكان البلدان العربية، مقارنة مع نسبة عالمية تبلغ 1,28 في المئة. وتتأثر صحة البشر بارتفاع درجات الحرارة، ويزداد تفشي الأمراض المعدية مثل الملاريا والبلهارسيا، وتزداد حالات الحساسية والأمراض الرئوية مع اشتداد العواصف الرملية وتكرارها. وقد تنخفض المحاصيل الزراعية الى النصف، ما لم يتم تطوير محاصيل تحتاج إلى مياه أقل وتتحمل مستويات حرارة مرتفعة وملوحة. وأشار صعب إلى أن ارتفاع الحرارة درجتين مئويتين يؤدي الى انقراض نحو 40 في المئة من الأنواع الحية. وحذر من أن 75 في المئة من المباني والبنية التحتية في المنطقة معرضة مباشرةً لتأثيرات تغير المناخ، وأن دلتا النيل والجزر الاصطناعية التي تبنى في بلدان عربية، من المواقع الأولى التي سيبتلعها البحر لصغر حجمها وانخفاض علوها. وتحدث رئيس اللجنة التنفيذية للمنتدى الدكتور عبدالرحمن العوضي، وهو وزير سابق للصحة والمدير التنفيذي للمنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية، فشدد على أهمية التعامل بجدية مع تحديات التغيّر المناخي، ونبّه إلى أن للبلدان العربية مصلحة خاصة في الدفع بقوة للوصول إلى اتفاقية تشمل تشكيلة تدابير لمواجهة آثار تغير المناخ والتكيف معه. واعتبر العوضي ان المواد الهيدروكربونية أثمن بكثير من أن تحرق، حيث في الإمكان تحويلها إلى منتجات عالية القيمة، إلا أن واقع التكنولوجيا يحتم وجودها في شكل أساس في خدمة قطاع النقل والكهرباء. وعرض صعب في ختام اللقاء أبرز برامج المنتدى، وفي مقدمها التقرير السنوي عن وضع البيئة العربية، وموضوعه هذه السنة «المياه: إدارة مستدامة لمورد متناقص». ويتم تقديمه ومناقشته في المؤتمر السنوي للمنتدى الذي يعقد في بيروت في 4 - 5 تشرين الثاني (نوفمبر) 2010.