علمت «الحياة» أن مجموعة من «المحتسبين» يعتزمون غداً (السبت) رفع دعوى قضائية لدى المحكمة الجزائية في محافظة جدة ضد شابين سعوديين وفتاة، ظهروا أخيراً في برنامج تلفزيوني أميركي عنوانه «الحياة الحقيقية» True Life، ووجهوا في الحلقة التي شاركوا فيها انتقادات إلى التقاليد والعادات السعودية، ووصفوها ب «التخلف»، فيما جاهر فيها أحد الشابين بعلاقته بإحدى الفتيات، وطالب بمنح الشبان والفتيات فرصة إقامة «علاقات متبادلة مماثلة لما يتم في أوروبا». وقالت مصادر مطلعة: «إن عدداً من المحتسبين عكفوا على إعداد لائحة الدعوى التي يعتزمون رفعها، بعد عرض البرنامج مباشرة»، وأضافت: «المحتسبون يصنفون «الدعوى المرفوعة» على أنها مشابهة لقضية «المجاهر بالمعصية» التي نظرتها الجهات الشرعية في وقت سابق». وكانت قضية «المجاهر بالمعصية» شغلت الرأي العام المحلي والدولي زمناً طويلاً قبل إسدال الستار عليها بالحكم بسجن المدان خمس سنوات وجلده 1000 جلدة ومنعه من السفر خارج المملكة لمدة خمس سنوات في مطلع تشرين الأول (اكتوبر) 2009. وكانت محاكمة «المجاهر بالمعصية» أول سابقة قضائية من نوعها لشخص يحاكم بسبب أقوال أدلى بها في برنامج يبث من خارج الأراضي السعودية. وكانت قناة MTV الأميركية عرضت الإثنين الماضي ضمن برنامجها المذكور حلقة خاصة عن مدينة جدة شملت لقاءات لسعوديين أبدوا امتعاضاً من واقعهم المحلي الذي منعهم، بحسب قولهم، من التمتع بالحريات المجتمعية مثل الأزياء والاستماع للموسيقى. وأثارت الحلقة – بحسب موقع قناة «العربية» على شبكة «الإنترنت» – موجة من الجدل في الأوسط السعودية، فبينما اعتبرها بعضهم قصصاً واقعية تعبّر عن هموم شريحة من الشباب لا يمثلون غالبية السعوديين، قال آخرون إن الحلقة مثلت تشويهاً متعمداً لصورة المملكة والشعب وتضمنت إساءات للعادات والتقاليد الإسلامية. وتسرد الحلقة حكاية لشاب يدعى «عزيز» يتحدث عن التقاليد التي تمنع الشباب والفتيات من وتكوين صداقات خاصة بهم وتستعرض تكوين «عزيز» لصداقة مع فتاة عبر الإنترنت ثم يقوم بمواعدتها في مركز تجاري، إلا أنه يمنع من الدخول؛ لأن «المول» للعائلات. وبعد حيل متنوعة يتمكن من الدخول ليفاجأ بأن الفتاة لم تأتِ. أما الثانية فهي حكاية فتاة اسمها «فاطمة» تتحدث عن إشكالات واجهتها، ابتداءً من الزي «العباءة» واقتصاره على اللون الأسود مروراً بالمساواة بين الجنسين، وانتهاءً بهموم الأسرة تجاه الفتاة. وتسرد كيف تمردت على هذه الإشكالات بتصميم عباءات نسائية بألوان زاهية وتسويقها بين معارفها، إلى جانب قيادتها للدراجة مع زميلتها في شوارع جدة بعد تنكرهما بزي رجالي! فيما تحدث «أحمد»، وهو شاب مثقف يتحدث الإنكليزية بطلاقة، عن حرية المرأة ودعا لعدم تهميشها. وشرح كيف استطاع ترتيب لقاء هو الأول من نوعه بين سيدات ومسؤولين في المجلس البلدي بجدة. وعرضت الحلقة ثلاثة شبان مهتمين بأغاني «الروك» ويسعون جاهدين لإقامة حفلة خاصة بتلك الأغاني في جدة، إلا أن مساعيهم تنتهي بالفشل، وهو ما حملهم على السفر إلى البحرين لإقامة الحفلة. وفي ثنايا الرحلة تستعرض الحلقة بعض همومهم كشباب، وكيف أن حبهم لأغاني الروك يصطدم بتقاليد المجتمع.