قال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الثلثاء أن 530 شخصاً قتلوا في 23 يوماً منذ سريان الهدنة السورية في المناطق التي يشملها اتفاق وقف العمليات القتالية. وأضاف المرصد ومقره بريطانيا أن 1279 شخصاً قتلوا في المناطق غير المشمولة بالاتفاق الذي بدأ العمل به يوم 27 شباط (فبراير). وبدأ سريان الهدنة الجزئية - التي لا تشمل تنظيم «داعش» و «جبهة النصرة» التي تُعتبر جناح «القاعدة» في سورية - منذ ما يزيد قليلاً على ثلاثة أسابيع للسماح بإجراء محادثات سلام في جنيف بين الحكومة وجماعات المعارضة. لكن مبعوث الأممالمتحدة للسلام في سورية ستيفان دي ميستورا قال أن عدم إحراز تقدم في ما يتعلق بمصير الرئيس السوري بشار الأسد قد يهدد التراجع الراهن في أعمال العنف. في غضون ذلك، تستمر لليوم العشرين حملة القوات النظامية المدعومة بغطاء جوي روسي في ريف حمص الشرقي، حيث تهدف القوات المهاجمة إلى استعادة السيطرة على مدينة تدمر الأثرية ومحيطها انطلاقاً من الجهة الغربية للمدينة، وفق تقرير ل «شبكة شام» الإخبارية. ونقلت الشبكة عن «تنسيقية مدينة تدمر» أن الطائرات والصواريخ والمدفعية التابعة للنظام وحلفائه الروس «لم تتوقف عن قصف المدينة في شكل عشوائي متبعة سياسة الأرض المحروقة». ولفتت التنسيقية في بيانها إلى أنها وثّقت ما لا يقل عن 900 غارة جوية استهدفت المدينة خلال أسبوعين، وأكثر من نصفها ب «السلاح العنقودي»، إضافة إلى مئات الصواريخ والقذائف والبراميل المتفجرة. وأكدت «تنسيقية تدمر» أيضاً أن تنظيم «داعش» لم يتأثر بتلك الضربات والمعارك إلا بالشيء القليل لجهة الخسائر البشرية، وذلك بسبب عدم وجود كثافة لعناصره داخل تدمر بل خارجها، علماً أن المعارك تدور خصوصاً في منطقة الدوة وفي سلاسل جبلية قريبة من المدينة. وفي الإطار ذاته، أورد المرصد السوري أن الطيران المروحي قصف بالصواريخ أمس منطقة الدوة غرب تدمر ومنطقة جبل الطار بمحيط المدينة، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات بين قوات النظام وتنظيم «داعش» في محيط تدمر. كذلك أشار المرصد إلى أن طائرات حربية «يُرجّح أنها روسية» نفّذت غارات عدة على محيط مدينة القريتين بريف حمص الجنوبي الشرقي، والتي تحاول القوات النظامية أيضاً استعادتها. أما في أقصى حدود محافظة حمص قرب الحدود مع العراق، فقد دارت اشتباكات بين تنظيم «داعش» و «جيش سورية الجديد» قرب منطقة معبر التنف ببادية حمص الجنوبيةالشرقية، علماً أن «الجيش» المعارض شن في الأسابيع الماضية أكثر من هجوم لطرد «داعش» من معبر التنف، لكن التنظيم كان يستعيد السيطرة عليه في وقت وجيز. ويحظى «جيش سورية الجديد» بدعم من التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة. أما في جنوب البلاد، فقد استمرت تداعيات سيطرة «لواء شهداء اليرموك» الموالي ل «داعش» على بلدات في ريف درعا على الحدود مع الأردن. وذكرت «شبكة شام» في تقرير أمس أن «حركة المثنى الإسلامية» تساند «لواء شهداء اليرموك» في شكل واضح، لافتة إلى أنها فجّرت جسرين بريف درعا الغربي مخصصين لتسهيل عبور وادي اليرموك، في خطوة هدفها مساندة الموالين ل «داعش» في قتالهم ضد «جبهة النصرة» وفصائل من «الجيش الحر». وأضافت الشبكة أن عناصر «حركة المثنى» قاموا في البداية بتفجير جسر الهرير الذي يصل مدينة طفس وبلدة المزيريب ببلدتي الأشعري ومساكن جلين والمناطق المحيطة، ثم فجّروا جسر تل السمن الواقع على طريق التابلاين ويصل مدينتي داعل وطفس ببلدة الطيرة. وأوضحت: «تحاول حركة المثنى ولواء شهداء اليرموك من خلال تفجير الجسور قطع الطريق أمام أرتال وحركة الثوار التي يتم استقدامها للمنطقة بهدف استرجاع البلدات التي سيطر عليها شهداء اليرموك يوم (أول من) أمس، وبهدف طرد حركة المثنى من بعض البلدات». ونقلت «شبكة شام» عن ناشطين أن جسر الهرير بناه العثمانيون وكان طريق إمداد في فترة الاحتلال الفرنسي وخط إمداد أثناء الحرب مع الاحتلال الإسرائيلي، كما استُخدم كطريق إمداد في المعارك مع قوات النظام «التي لم تقم بتدميره». وفي شمال وشمال شرقي البلاد، ذكر المرصد أن 6 عناصر من «وحدات حماية الشعب» الكردية قُتلوا إثر هجمات شنها «داعش» في مناطق عدة من ريف الحسكة وريفي حلب والرقة.