توعدت القوات المسلحة السودانية بالقضاء على حركات التمرد في إقليم دارفور (غرب) في غضون شهر، بينما بدأ الرئيس عمر البشير وقيادات سودانية معارضة زيارة إلى عاصمة تشاد نجامينا أمس، بدعوة من الرئيس التشادي ادريس ديبي للمشاركة في ملتقى لتسريع عملية السلام في الاقليم المضطرب. وأعلنت قوات الدعم السريع التابعة لجهاز الأمن والاستخبارات أنها تلاحق مجموعة من المتمردين حاولوا الفرار من شمال دارفور نحو جنوب السودان، واستولت على ثماني من سيارات المتمردين بكامل عتادها الحربي. وقال قائد قوات الدعم السريع العقيد آدم محمدين أبو شنب إن مهمتهم في دارفور شارفت على النهاية بعد تدمير معاقل التمرد، مؤكداً أنه سيتم القضاء على الجيوب المتبقية خلال الأيام المقبلة. واطلع حاكم ولاية جنوب دارفور اللواء آدم محمود جار النبي وقائد الفرقة 16 مشاة في نيالا عاصمة ولاية جنوب كردفان اللواء السر حسين بشير في منطقة قريضة، على استعدادات قوات الدعم السريع عقب ملاحقتها المتمردين من منطقة شرق جبل مرة وحتى محافظة بحر العرب. وقال جار النبي: «قريباً ستكون دارفور خالية من التمرد»، مشيراً إلى أنهم سيتجهون الى البدء بالمرحلة الثانية وهي القضاء على المندسين الذين يخططون للتمرد وبعدها بدء المرحلة الثالثة لإنهاء التفلت الأمني». وقال اللوء حسين بشير: «فليبحثوا لهم عن موقع آخر غير دارفور. الهروب لن يفيدهم. تعالوا وسلموا أنفسكم واحفظوا دماءكم لأنفسكم وللوطن». من جهة أخرى، وصل الرئيس عمر البشير وقيادات سودانية معارضة أبرزها زعيم حزب المؤتمر الشعبي حسن الترابي ونائب رئيس حزب الأمة فضل الله برمة ناصر إلى نجامينا أمس، للمشاركة في ملتقى تسريع عملية السلام في دارفور الذي يختتم أعماله اليوم. وقال رئيس الملتقى محمد بشارة دوسة أن «الملتقى سيضع لبنات اساسية لتحقيق السلام في دارفور وتسرع العملية»، موضحاً أن الملتقى شهد أيضاً مصالحات قبلية بين قبائل السلامات والتعايشة، والسلامات والمسيرية، والرزيقات والمعاليا العربية. إلى ذلك، أعلن مسؤول العلاقات الخارجية في حزب المؤتمر الشعبي المعارض بشير آدم رحمة، موافقة الحركات المسلحة في دارفور «من حيث المبدأ» على المشاركة في الحوار الذي دعا إليه البشير، غير أنها طالبت بوقف النار وفتح مسارات لاغاثة المتضررين. وقال رحمة إن موفد حزبه إلى كينيا عاد إلى البلاد بعد أن التقى قيادات الحركات المسلحة الدارفورية التي عبّرت عن موافقتها المبدئية على المشاركة في الحوار لكنهم حمّلوه شروطاً محددة ستُرفع للحزب الحاكم. وذكر أن مبعوث حزبه التقى في نيروبي قيادات «حركة تحرير السودان» برئاسة مني أركو مناوي و»حركة العدل والمساواة» جبريل ابراهيم وقيادات أخرى في «حركة تحرير السودان» جناح عبدالواحد نور. وأعرب عن تفاؤله بتحقيق مصالحة وطنية عبر الحوار إذا أُطلقت الحريات وأُوقف إطلاق النار وتأمن دخول وخروج الحركات المسلحة بضمانات من البشير الذي اعتبره صادقاً في دعوته للحوار وراغباً في التغيير. غير أن «حركة العدل والمساواة» نفت أي لقاء رسمي في نيروبي بين قياداتها وممثل حزب المؤتمر الشعبي. وقالت أن الحوار رهن ب»إستحقاقات واجبة الدفع لا مساومة فيها وينبغي على نظام حزب المؤتمر الوطني الحاكم الوفاء بها قبل الحديث عن الحوار».