أثار نبأ وصول جنود من البحرية الأميركية «مارينز» إلى العراق ردود فعل غاضبة من فصائل «الحشد الشعبي» التي طالبت بانسحابهم أو معاملتهم ك «قوة احتلال»، فيما توقع بعض الأطراف نشرهم في المنطقة الخضراء لحمايتها وحماية سفارة بلادهم إذا قرر مقتدى الصدر اجتياح المنطقة. لكن الحكومة نفت ذلك، مؤكدة أنهم سينتشرون قرب الموصل، في إطار الإستعدادات لتحريرها من «داعش». وجاء في بيان لحركة «عصائب أهل الحق» (أحد فصائل الحشد الشعبي) انه «تزامناً مع ذكرى الغزو الاميركي المشؤوم للعراق (...) ، هاهي (الولاياتالمتحدة) تعاود محاولاتها المشبوهة بذريعة محاربة صنيعتها داعش». وأكد «قدرة قوات الامن العراقية وفصائل الحشد الشعبيعلى تحقيق النصر الكامل وتطهير الأرض من دنس الزمر التكفيرية الإجرامية. وهذا ما أثبتته ملاحم الإنتصارات التي سطرها رجالنا في ميادين القتال». واضاف «إننا من منطلق وطني ودستوري نؤكد عدم السماح بوجود أي قوة أجنبية مقاتلة على أرض العراق»، واعتبر «دخول هذه القوات إعادة احتلال، وفي حال لم تقم الإدارة الاميركية بسحبها فوراً وإعلان ذلك فإننا سنتعامل معها على انها قوات محتلة وعليها ان تتحمل تبعات ذلك كاملةً»، وتابع البيان: «ندعو أخوتنا في فصائل المقاومة الإسلامية كافة إلى الجهوزية العالية في العدة والعدد لأداء دورها الوطني المقاوم الذي عرفه الاعداء قبل الاصدقاء لمواجهة التحديات والتهديدات التي تحيط ببلدنا العزيز». وقال الناطق باسم «كتائب حزب الله» جعفر الحسيني إن «ربيبة الاميركيين داعش تلفظ أنفساها الأخير، لذا زجت واشنطن بجنودها على الأرض لتحافظ على جسد التنظيم الميت سريرياً». واتهم واشنطن بأنها «تريد ان تتدخل اكثر واكثر في الشأن العراقي من خلال تصريحات سفارتها عن دعم طرف على طرف، ووجودها الأساسي في قيادة العمليات المشتركة». وزاد: «هزمنا الإحتلال الأميركي بما كنا نملك من عدة وعدد وسنقاومه اليوم، وقد تضاعفت إمكاناتنا عشرات المرات». ولفت الى ان « الياتهم التي دمرتها عبواتنا ما زالت اثارها تملأ شوارع العراق، والمعاقين من جنودهم ما زالوا يعانون في المستشفيات». وكانت تقارير تحدثت عن وصول 2980 جندياً أميركياً، إلى مطار المثنى، وسط العراق، وقاعدتي التاجي وعين الأسد، على ان يكلف ألف منهم حمايه المنطقة الخضراء إذا أمر الصدر أنصاره باقتحامها. لكن قيادة العمليات المشتركة نفت هذه المعلومات وافادت في بيان، حصلت «الحياة» على نسخة منه، أن «قوات الامن العراقية قادرة على دحر عصابات داعش الإرهابية وفرض الأمن في بغداد والمحافظات وحماية المواطنين والممتلكات العامة والخاصة»، مؤكدة أن «وجود قوات التحالف الدولي مقتصر على التدريب والتجهيز وتوفير مساعدة جوية لمحاربة داعش». وأضافت أن «لا صحة للإشاعات التي تتحدث عن انتشار قوات اميركية قتالية في بعض المواقع والمعسكرات في بغداد وغيرها، والوحدة التي اعلننها الجانب الأميركي تقدر ب 200 عنصر من مشاة البحرية جاءت لإجراء مناورات تدريبية مشتركة خارج المياه الإقليمية العراقية».