تباينت مواقف الكتل السياسية في شأن إعلان وزير الدفاع الأميركي، آشتون كارتر، نشر قوات برية في العراق وسورية لمحاربة تنظيم «داعش»، وفيما رحب «اتحاد القوى العراقية» السنّي بالقرار الأميركي، أبدت كتلة «التحالف الوطني» وقوات «الحشد الشعبي» الشيعية رفضهما الفكرة الأميركية. ورحّب عضو المكتب السياسي ل «اتحاد القوى العراقية» حيدر الملا، في بيان أمس، بالمسعى الأميركي لنشر قوات برية لمحاربة تنظيم «داعش» في العراق، مضيفاً أن «الاستقرار الأمني يستلزم أيضاً إلقاء القبض على قيادات الميليشيات الإجرامية التي استباحت دماء العراقيين وبيوت الله، وحاولت التلاعب بالنسيج المجتمعي العراقي». وأشار إلى أن «تحدّي الإرهاب والميليشيات يضعنا أمام مسؤولية الاستعانة بكل جهد دولي من أجل دعم المؤسسة العسكرية العراقية، بخاصة أن الوجود الأميركي على الأرض العراقية بدأ منذ أيام دعم المعارضة العراقية له، والتي استعانت به من أجل إطاحة النظام السابق». وكان كارتر أعلن أول من أمس، أن واشنطن سترسل قوات برية إلى العراق وسورية لمحاربة «داعش»، موضحاً في مقابلة مع شبكة «سي أن بي سي» في دافوس، أن الجيش الأميركي «يتطلع إلى فعل المزيد، وستكون هناك قوات على الأرض». وأشار إلى أن بلاده ستستمر «في دعم القوات المحلية ولن نكون بديلاً لها، ولا أعتقد أننا، أو أي طرف آخر، نستطيع أن نكون بديلاً (للقوات العراقية)، إنما هناك الكثير الذي يمكن أن نفعله لتطوير قدرات العراقيين إذا كنا معهم على الأرض». وقال عضو لجنة الأمن والدفاع النائب عن كتلة «التحالف الوطني» اسكندر وتوت، ل «الحياة»، أن «وجود قوات برية أجنبية في العراق من دون موافقة الحكومة والبرلمان، يُعتبر احتلالاً». وأضاف أن «القوات الأمنية من الجيش والشرطة والحشد الشعبي وأبناء العشائر، تقوم بدور كبير في المعارك، ولا نعتقد أن وجود قوات أميركية برية سيضيف جديداً الى الانتصارات المتحقّقة على الأرض». وأكد أن «نشر قوات أجنبية يجب أن يحظى بموافقة البرلمان، على رغم أن غالبية الكتل السياسية ترفض نشر قوات برية أميركية في البلاد، وتدعم موقف الحكومة بالحاجة إلى تكثيف الغارات الجوية ودعم القوات الأمنية بالسلاح». وشدّد الناطق باسم «الحشد الشعبي» كريم النوري، ل «الحياة»، على رفض فصائل الحشد نشر قوات أميركية برية في البلاد، مضيفاً أن «إرسال قوات أميركية إلى العراق بعد الانتصارات التي حققتها القوات الأمنية مرفوض، ووجودها احتلال جديد للبلاد». وأشار إلى أن «استعادة المدن التي كانت تحت سيطرة داعش في الرمادي وصلاح الدين وديالى تمت بجهود عراقية، وقواتنا الأمنية قادرة على تحقيق المزيد من المكاسب الميدانية على الأرض، وعلى واشنطن إعادة النظر في استراتيجيتها في شأن مكافحة الإرهاب، كونها لم تنجح في الحدّ من نفوذ داعش على رغم مرور عام على غاراتها ضد معاقل التنظيم في العراق وسورية». ونفت السفارة الأميركية في بغداد، تقارير أفادت بوصول قوات كبيرة من الجيش الأميركي إلى العراق، واعتبرتها «عارية عن الصحة». وأوضحت في بيان أمس، أنه «سيتم في الأسابيع المقبلة، استبدال الفرقة 82 المحمولة جواً والمتمركزة حالياً في العراق، بالفرقة 101 المحمولة جواً، وهذا الإجراء جزء من المناوبة العسكرية الدورية». وأشارت إلى أن «أعداد القوات ستبقى كما هي في حدود 3500 عسكري، وستقوم الفرقة 101 بالمهام ذاتها التي كانت تقوم بها الفرقة 82 في تقديم المشورة والتدريب». إلى ذلك، أكد مستشار رئيس الوزراء، وليد الحلي، جاهزية القوات العراقية واستعدادها لتحرير نينوى، مضيفاً في بيان أن «القادة الأمنيين يدرسون الخطط الأفضل لحماية المدنيين في نينوى والحفاظ على البنى التحتية والتقليل من الضحايا بين قواتنا». وأشار إلى ازدياد الدعم الدولي للقوات الأمنية العراقية، داعياً المجتمع الدولي إلى زيادة الدعم للعراقيين، وفرض حصار اقتصادي ومالي على «داعش» وقطع إمداداته.