استنكرت حركة «عصائب أهل الحق»، حادثة مقتل جنود عراقيين من طريق الخطأ، في غارة جوية للتحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة، وقالت في بيان: «بعدما حذّرنا مراراً، من أن الطرف الأميركي لا يمكن أن يكون جهة موثوقة في الحرب على داعش، نشهد اليوم دليلاً آخر على نوايا واشنطن وحلفائها في ما يُسمى بالتحالف الدولي، حيث كرّر الأميركيون قصف موقع تابع للجيش العراقي». واعتبرت أن «اختيار الأميركيين منطقة النعيمية الواقعة جنوب الفلوجة، لقصف مقر للجيش، سببه تقدّم الجيش في هذه المنطقة، وهو ما لا يروق لواشنطن وحلفائها الذين يسعون الى استبدال الدواعش بمجاميع أخرى لا تقل خطورة وإرهاباً عما هو موجود لدى الدواعش أنفسهم». وكانت فصائل شيعية مناهضة للتحالف الدولي، أعلنت في أوقات سابقة، عن تعرّض مقاتليها لقصف من طائرات أميركية، لكن رئيس الوزراء حيدر العبادي نفى حدوث ذلك. وأكد الجيش العراقي مقتل تسعة من عناصره، بينهم ضابط، بقصف للتحالف الدولي في الأنبار أول من أمس، فيما أعلن التحالف أن تقارير أولية تشير إلى وقوع خسائر بين جنود عراقيين، لافتاً الى أن الغارة الجوية تمت بطلب من الجانب العراقي. وتعتبر حادثة مقتل الجنود بنيران صديقة، الأولى من نوعها منذ بدء الحرب على تنظيم «داعش» في العراق صيف العام الماضي. وقال التحالف الدولي في بيان صدر عنه أمس، إن «قوات التحالف قامت، بناء على طلبات ومعلومات من قوات الأمن العراقية، بضربات جوية ضد تنظيم داعش قرب الفلوجة»، مشيراً إلى أنه «على رغم التنسيق مع قوات الأمن العراقية على الأرض، فإن التقارير الأولية تشير إلى احتمال وقوع خسائر في الأرواح بين الجنود العراقيين». وأوضح البيان أن «جميع ضرباتنا الجوية تُجرى بموافقة الحكومة العراقية من أجل مساعدتها في قتالها ضد تنظيم داعش، ونحن نتّخذ التدابير الضرورية لتجنّب هذه الأنواع من الحوادث. ووفق المعلومات المتوافرة لدينا، لم تكن هناك أي حوادث سابقة من نيران صديقة في العراق خلال مسار عملية العزم الصلب». ويعزو خبراء عسكريون حصول الحادثة، إلى رفض الحكومة العراقية وجود جنود أميركيين يرافقون القوات الأمنية البرية في العمليات العسكرية ويقومون بمهام التنسيق مع الطائرات الأميركية، على عكس قوات «البيشمركة» التي سمحت لجنود أميركيين بمرافقة وحداتها القتالية لتحقيق السرعة في الاستجابة لتنفيذ غارات جوية وضمان دقتها. وتجري عملية تنسيق الغارات الجوية في الأنبار بين الجيش العراقي وقوات التحالف، وفق آلية معقّدة تبدأ باتصال من الوحدات القتالية للجيش العراقي بقيادة العمليات المشتركة، ومن ثم يتم نقل النداءات إلى الجانب الأميركي في غرف عمليات مشتركة في بغداد، وفي قاعدتي الحبانية وعين الأسد في الأنبار. وأوضحت قيادة العمليات المشتركة للجيش العراقي، أنه «خلال عمليات قواتنا لتحرير مناطق جنوب الفلوجة، وأثناء تقدّم قوة من الفوج الثالث شرق عامرية الفلوجة، وبسبب أحوال الطقس، لم يستطع سلاح الجو العراقي توفير الدعم الجوي اللازم لقواتنا، فطلب إسناداً جوياً من طيران التحالف الدولي». وأضافت القيادة في بيان، أن «التحالف الدولي وجّه ضربتين للعدو أوقعتا خسائر كبيرة في صفوفه، ما دفع قواتنا الى التقدم السريع واشتباكها مع العدو بمسافات قريبة تعدّ بالأمتار، وحصل تداخل بين قواتنا وعصابات داعش أثناء توجيه ضربة جوية ثالثة من طيران التحالف، التي حصلت من دون تحديث لمسافات التقدّم، ولعدم إمكان التمييز من الجو وقعت إصابات في قواتنا أيضاً». إلى ذلك، أكد وزير الدفاع عبدالقادر العبيدي، في مؤتمر صحافي عقده أمس في بغداد، أن «وزارة الدفاع فتحت تحقيقاً في قصف طائرات التحالف قطاعات الجيش العراقي، خلال اشتباكها مع داعش قرب الفلوجة». وعزا العبيدي تأخّر عملية تطهير مدينة الرمادي بالكامل، إلى «الحرص على تفادي الخسائر الكبيرة والحفاظ على أرواح المدنيين والبنى التحتية للمدينة»، ووصف المعارك في الرمادي «بالنموذجية». ولفت إلى أن «سقوط مدينة الرمادي كان خسارة كبيرة»، مشيراً إلى أن «رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، كان قد شكّل لجنة تحقيق لتحديد المتورّطين بسقوط المدينة». وأضاف أن «اللجنة حدّدت المتورطين بسقوط المدينة، وليس هناك قرار بالعفو عن أي من المتورطين». وفي شأن الموصل، قال العبيدي إن القوات الأمنية تواصل الاستعدادات لتحرير المدينة، مؤكداً وضع خطة لهذا الغرض، ومشيداً «بالدور الذي تقوم به قوات الحشد الشعبي وقوات البيشمركة بإسناد القوات الأمنية». وفي بغداد، قُتل وأصيب العشرات بحوادث أمنية في مناطق متفرّقة، فيما أعلنت نقابة المحامين نجاة نقيبها محمد الفيصل، من محاولة اغتيال بهجوم لمسلّحين. وقالت مصادر في وزارة الداخلية، إن قوة من الشرطة عثرت أمس، على جثتين لرجلين مجهولي الهوية في منطقة البساتين شمال شرقي بغداد، وأضافت أن الجثتين بدت عليهما آثار طلقات نارية في الرأس والصدر. وأشارت إلى أن عبوة ناسفة انفجرت أمس، قرب نقطة تفتيش مشتركة في منطقة سويب جنوب غربي بغداد، أسفرت عن مقتل شخص وإصابة أربعة أشخاص بجروح متفاوتة. ولفتت المصادر نفسها، إلى أن ثلاث قذائف هاون سقطت أمس، على منازل سكنية بقرية عرب جبور التابعة لمنطقة الدورة جنوببغداد، أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة خمسة آخرين بجروح متفاوتة. وبيّنت أن عبوة ناسفة انفجرت أمس، مستهدفة سيارة مدنية لدى مرورها في قرية الزيدان التابعة لقضاء أبو غريب، غرب بغداد، أسفرت عن مقتل شخص وإصابة أربعة آخرين، بينهم السائق، بجروح متفاوتة، فيما انفجرت عبوة ناسفة أمس، بالقرب من سوق شعبية في ناحية اللطيفية جنوببغداد، أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة سبعة آخرين بجروح متفاوتة.