لم تعد المعارك الأدبية منحصرة في نسق الخشونة الرجولي، الذي يخرج علينا بين حين وآخر بأدباء مخضرمين يتبادلون التهم والتقريع على مرأى ومسمع من المشهد الثقافي المحلي، بل يبدو أن العدوى انتقلت فعلاً إلى الجنس الناعم، ومدت بساطها لتطأه أول الأقدام النسائية «المتعاركة» على حلبة الثقافة. وليس - كما يقال - إن معظم النار من مستصغر الشرر، فالمعركة بين الكاتبتين ميسون أبو بكر وحليمة مظفر بدأت من مستعظم الحمم، إذ ردت المذيعة ميسون أبو بكر فيما اعتبرته دفاعاً نفسها ضد كتابة هجومية تناولتها بها الكاتبة حليمة مظفر، واعتبرتها إساءة شخصية موجهة إليها. وذكرت ميسون أبو بكر في حديث مع «الحياة» أن ما نُشر حول الموضوع يكفي، وأنها لا تريد أن تضيف من جهتها شيئاً، مؤكدة أنها تأمل أن تبقى الأمور في إطارها الحالي، وأن لا يتم تطويرها إلى ما هو أعم. وكانت ميسون تحدثت لوكالة «أخبار المجتمع» التي يترأس تحريرها الزميل الإعلامي هاني الظاهري بأن «سبب تهجم حليمة مظفر على شخصي عائد إلى أنها «قدمت فكرة برنامج للقناة، وتم رفضها فاعتقدت أنني السبب». وفي مقالها ذكرت حليمة مظفر أن أبوبكر ما هي إلا كاتبة «محسوبة على الشعر» و«ضعيفة مهنياً»، مستغربة من كونها مستشارة ثقافية في القناة السعودية على رغم أنها «غير سعودية» متهمة إياها ب«استغلال عملها التلفزيوني لتأخذ مكان غيرها من المبدعات السعوديات على رغم ضعف إمكاناتها». واعتبرت أبوبكر ما بدر من مظفر ناتجاً من أنها «تحارب القناة الثقافية لأنها تقدمت للعمل فيها وتم رفضها»، لافتة إلى أنها «منشغلة ببرامجها اليومية من داخل المملكة وخارجها»، وهو ما يجعلها غير متفرغة لهذه الترهات». وشددت أبو بكر على أن كل الذين يتم رفضهم أو رفض برامجهم ليس لها علاقة برفضهم، مؤكدة «ليس ذنبي أن القناة رأت أنهم لا يصلحون للعمل كإعلاميين ومقدمي برامج». وقالت أبو بكر: «ليس كل شاعر يمكن أن يكون إعلامياً ناجحاً، ولا كل إعلامي يمكن أن يكون شاعراً، وعلى كل من يوجه الاتهامات لي بلا أدلة أن يثبتوا بالبراهين صدق كلامهم، وعلى الآخرين أن لا يصدقوهم، ويأخذوا وجهة نظر شخص أو شخصين، وأن يأخذوا بالآية الكريمة التي تقول: «إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا». ونفت المذيعة التي هاجمتها مظفر في مقالها بصحيفة «الوطن» بشدة التهمة الموجهة إليها بأنها «ضد السعوديين» قائلة: «لست ضد السعوديين أو أي أحد، والدليل على كلامي أني دعَمت عدداً من الوجوه الجديدة في القناة، وعملت على جلب كفاءات من كلية الإعلام للعمل معنا، إضافة إلى تقديمي وعملي بتكليف من شخصيات كبيرة، وهم يقدرون العمل الثقافي، كما أن من يريد أن يعرفني أو يعرف طبيعتي، ومهنيتي فعليه أن يسأل الأكاديميين والمثقفين، وفي هذا الموضع أترك الكلام لهم، وفي الوقت نفسه أنا لا أصادر الآراء التي قيلت عني، وأحترم كل الآراء، ولكن ما أشدد عليه، هو ضرورة التحقق منه قبل كل شيء».