«سافر الطبيب، فأغلق المستشفى!» هذه العبارة التي تبدو هزلية في شكلها حدثت فعلاً في قرية الشويمس التي تعاني من نقص الخدمات عموماً، والصحية منها خصوصاً. يتذمر أهالي قرية الشويمس من نقص الخدمات في القرية، خصوصاً الصحية، وأكدوا أن مركزهم الصحي يعاني من نقص الكوادر الطبية، ما جعله يغلق أبوابه لمدة تجاوزت 10 أيام، بسبب سفر الطبيب، علماً بأن الشويمس تتبع لها أكثر من 17 قرية. وعلى رغم عمر قرية الشويمس التاريخي واحتوائها على العدد من المواقع الأثرية، وهي تقع في الجنوب الغربي من منطقة حائل على بعد 290 كيلومتراً، إلا أنها تعتبر معزولة تماماً بسبب عدم توصيلها بالطرق. من جهته، يقول رئيس مركز الشويمس حباس بن غثي إن قرية الشويمس تعاني من نقص الخدمات الضرورية ومن أهمها الخدمات الصحية، إذ يعاني المركز الصحي في الشويمس من نقص الكوادر، وأغلق أبوابه حالياً بسبب سفر الطبيب لقضاء إجازته السنوية، على رغم أن المركز الصحي تتبع له أكثر من 17 قرية. وناشد ابن غثي وزارة الصحة بتفعيل دور المركز الصحي في القرية، الذي يخدم عدداً كبيراً من السكان، وذلك من خلال تزويده بالكوادر الصحية والمعدات الطبية، إلى جانب توفير سيارة إسعاف به لنقل المرضى والمصابين. وأشار إلى أنه لا يتوافر في المنطقة المحيطة بالشويمس وقراها مركز شرطة يحفظ الأمن داخل القرية وخارجها، «وبخاصة أن المواقع الأثرية بالشويمس لم تسلم من العبث والتخريب والسرقة، ولا بد من وجود مركز يحفظ الأمن ويعاقب المخالفين». وطالب الهيئة العامة للسياحة والآثار بالانتباه إلى المواقع الأثرية التي تزخر بها المنطقة، كموقعي «راطا» و«المنجور»، التي تعود في تاريخها إلى آلاف السنين (تم اكتشافها عام 2000)، وضرورة توفير وظائف حراسة لهذه المواقع من أهالي الشويمس للحفاظ عليها من العبث الذي تتعرض له. وإذا كانت الخدمات الصحية الضعيفة ومشكلة حفظ الأمن تعتبران مشكلتين «عويصتين»، فإن معضلة الطرق الموصلة منها وإليها تعتبر مشكلة ربما تكون أكبر، سواء من ناحية التقصير في تنفيذ المشاريع أم من ناحية وعورة الطريق. ويبدو أن مقاول طريق شويمس اقتدى بالمثل القديم «مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة»، عندما لم ينجز من الطريق الممتد 40 كيلومتراً إلا كيلومتراً واحداً، كما يؤكد سعد حباس (أحد سكان القرية) الذي يقول: «نعاني من سوء الطرق الموصلة للقرية، وغياب عمليات السفلتة تماماً، فغالبيتها غير ممهدة ووعرة جداً، وعندما تغمرها المياه وتسيل الوديان تصبح القرى التابعة لخدمات مركز الشويمس معزولة تماماً عن العالم الخارجي». وأضاف: «مقاول طريق الحائط الشويمس تأخر في إكمال وتنفيذ الطريق الموصل من الشويمس إلى المواقع الأثرية، ولم ينجز منه سوى كيلومتر واحد من أصل 40 كيلومتراً». وتساءل عن سبب توقف المشروع لأشهر، «حتى الجزء المردوم منه أزالته السيول وتحول إلى وحل ومصيدة للعابرين»، مشيراً إلى أن هذا الطريق يخدم عدداً من القرى التابعة للشويمس ويسلكه الكثير من الزوار الأجانب الذين يقصدون زيارة آثار الشويمس، ما يشكّل لهم خطراً على الطريق. من جانبه، تكفّل مدير متوسطة الشويمس محبوب الغثي بتوفير مقر للشرطة. وقال: «نحن مستعدون لتوفير وتجهيز مبنى كامل خاص بمخفر الشرطة في الشويمس، لحماية السكان والسياح، خصوصاً أن الشويمس تتبع لها 17 قرية». فيما طالب إمام وخطيب جامع الشويمس نايف الخياري الهيئة العامة للسياحة والآثار بفتح مركز أبحاث وتنقيبات في الشويمس لخدمة المواقع الأثرية بالشويمس، مشيراً إلى ضرورة وضع سياج على مدخل كهف الشويمس، وتوفير إنارة كافية للكهف من الداخل، واستثماره سياحياً.