هاجم مسلحون السبت في كابول مقر اللجنة الانتخابية المستقلة المحصن قبل اسبوع من بدء الانتخابات الرئاسية وبعد سلسلة من الهجمات الدامية التي شنها المسلحون في المدينة. وهرعت قوات خاصة للتدخل السريع الى المكان لمطاردة المهاجمين الذين أطلقوا صواريخ من مبنى مجاور للمقر كما اطلقوا نيران الرشاشات. واعلن نور محمد نور المتحدث باسم اللجنة الانتخابية المكلفة السهر على حسن سير الانتخابات "اؤكد ان هجوما جاريا ضد مقر اللجنة الانتخابية المستقلة". واضاف: "سمعنا دوي انفجارين داخل المقر، ولا تزال اصوات اطلاق النار مستمرة، ولكن الجميع في امان وهم داخل غرف محصنة". ولم ترد اية تقارير فورية عن وقوع ضحايا في المعركة التي لا تزال مستمرة بين المسلحين وقوات الامن. وافاد مراسل ل"فرانس برس" شاهد آليات مدرعة عدة، ان قوات الامن الافغانية انتشرت بسرعة في المكان في محاولة لشل حركة المهاجمين. وتبنت حركة طالبان الهجوم عبر تويتر. ومقر اللجنة الانتخابية المستقلة الكائن في شرق كابول يشكل هدفاً واضحاً لطالبان، لأنه يشبه حصناً صغيراً يحمي مدخله حاجز امني ويتمركز حراس مسلحون على ابراج صغيرة في داخله. ويأتي الهجوم قبل اسبوع فقط من الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية الافغانية في الخامس من نيسان/ابريل التي ستحدد خلف الرئيس حميد كرزاي الذي لا يسمح الدستور بترشحه لولاية ثالثة. وتخللت الحملة الانتخابية حتى الان اعمال عنف متعددة نفذتها حركة طالبان التي توعدت بحشد كل وسائلها "لارباك" العملية الانتخابية، وقد زادت وتيرة هجماتها مع اقتراب الدروة الاولى من هذه الانتخابات. وقتل افغانيان احدهما فتاة الجمعة في كابول في هجوم لمتمردين اسلاميين على مقر منظمة غير حكومية. واوقعت اعمال العنف الثلاثاء 15 قتيلا في انحاء البلاد، بينهم خمسة في عملية لطالبان ضد مكتب اقليمي للجنة الانتخابية المستقلة في كابول. وفي 20 اذار/مارس، قتل تسعة اشخاص بينهم الصحافي في وكالة "فرانس برس" سردار احمد في الهجوم على فندق سيرينا الفخم في العاصمة الافغانية. وبين المرشحين الأوفر حظا للفوز في الانتخابات الرئاسية زلماي رسول وزير الخارجية السابق واشرف غني الخبير الاقتصادي المعروف، وعبد الله عبد الله وهو احد قادة المعارضة الذي حل في المرتبة الثانية ابان الانتخابات الرئاسية السابقة في 2009. واظهر استطلاع اجرته مجموعة "ايه تي آر" للابحاث عبر الهاتف السبت وشارك فيه 3200 شخص في الولايات ال34 جميعها، حصول غني على 27% وعبد الله على 25% ورسول على 8%. وذكرت المجموعة من مقرها في كابول ان 30% من الناخبين لم يحسموا رايهم بعد بخصوص مرشحهم. وسيتوجه الناخبون الافغان الى صناديق الاقتراع بينما تقترب البلاد من انسحاب القوة الدولية التابعة للحلف الاطلسي (ايساف) بحلول نهاية العام. ويخشى من تكرار اعمال العنف التي شابت الانتخابات في 2004 و2009. وفي حال شابت الانتخابات المقبلة حملة دموية، فان ذلك سيثير شكوكا حول تاكيدات الجهات الدولية المانحة بان التدخل المكلف في افغانستان نجح في خلق دولة فعالة. وتنسحب قوة الحلف الاطلسي التي تقودها الولاياتالمتحدة من افغانستان بعد 13 عاماً من القتال ضد التمرد الاسلامي الذي اندلع بعد الاطاحة بنظام طالبان من الحكم في اعقاب هجمات 11 ايلول/سبتمبر 2001 في الولاياتالمتحدة. وتوترت العلاقات بين كرزاي وواشنطن بشكل كبير بسبب قرار الرئيس الافغاني عدم التوقيع على اتفاق يتعلق بابقاء قوة اميركية صغيرة في بلاده بعد 2015 للقيام بمهمات لمكافحة الارهاب وتدريب القوات الافغانية.