كابول، روما - أ ف ب، رويترز، يو بي أي - استيقظت افغانستان عشية الانتخابات الرئاسية على وقع هجوم جديد تبنته حركة «طالبان» شمل تنفيذ ثلاثة من مسلحيها عملية سطو على مصرف في قلب العاصمة كابول، اندرجت ضمن سلسلة اعمال العنف الذي يزداد في محاولة للتشكيك في قدرات القوات الافغانية والاجنبية المتحالفة معها، وتخويف الناخبين ال17 مليوناً من اجل دفعهم الى عدم التصويت وتخريب العملية الانتخابية. وهددت «طالبان» بمهاجمة مراكز التصويت اليوم، واصفين الانتخابات الرئاسية ومجالس الولايات بأنها «خدعة تنظمها الولاياتالمتحدة». وسارعت قوات الأمن الافغانية الى محاصرة موقع المصرف الذي اقتحمه المسلحون، وتبادلوا اطلاق النار معهم لمدة اربع ساعات، قبل ان ينجحوا في قتلهم متكبدين ثلاثة خسائر في صفوفهم، علماً ان اعداداً هائلة من قوات الأمن تنتشر في كابول عشية الانتخابات. وعلى رغم اعلان الشرطة ان الهجوم قد يكون سطواً عادياً على مصرف، لكنه أخذ نمطاً استخدمته «طالبان» في بلدات جنوب البلاد اخيراً عبر ارسال مقاتلين يرتدون سترات ملغومة للاستيلاء على مبانٍ. واعلن ذبيح الله مجاهد الناطق باسم «طالبان» ان الهجوم نفذه خمسة مسلحين ارتدى بعضهم سترات ملغومة، علماً ان «طالبان» افادت في بيان نشرته على شبكة الانترنت بأن «20 مفجراً انتحارياً تسللوا الى العاصمة». وذكر بيان آخر ان المتشددين اغلقوا طرقاً في انحاء البلاد لتعطيل الانتخابات وحض الناخبين على البقاء في منازلهم. واضاف: «من الآن فصاعداً وحتى نهاية يوم غد ستغلق كل الطرق الرئيسية والفرعية امام حركة المرور، ولن يتحمل المجاهدون مسؤولية من سيتأذى». وقتل موظفان انتخابيان في انفجار استهدف سيارتهما لدى مرورها في منطقة شورباك بولاية قندهار (جنوب)، علماً ان ثلاثة موظفين آخرين وسائقهم سقطوا بهجوم مماثل في ولاية بادخشان (شمال) الثلثاء الماضي، فيما جرح سائق سيارة نقلت معدات انتخابية في انفجار قنبلة يدوية الصنع في ولاية ننغرهار (شرق). وجرى تفكيك قنبلة زرعت قرب مركز تصويت في ولاية قندز (شمال). وفي ولاية غزني (وسط)، قتلت مروحيات لقوات الحلف الاطلسي (ناتو) اربعة شرطيين من طريق الخطأ لدى مطاردتها عناصر في «طالبان». وقال حاكم الولاية محمد عثمان عثماني إن «العملية جرت إثر هجمات صاروخية استهدفت غزني ومعلومات عن وجود متمردين في المنطقة». واضاف: «في الايام الثلاثة الاخيرة، اطلقت صواريخ عدة على المدينة، وتلقينا الليلة الماضية معلومات تفيد بأن طالبان يعدون هجمات فجاءت المروحيات لضربهم». وجاء ذلك بعد ساعات على تنفيذ المتمردين ثاني هجوم انتحاري خلال ثلاثة ايام على جنود الحلف الاطلسي، حين فجر انتحاري سيارة مفخخة قرب قافلة تموين لهم قرب وسط كابول، ما أدّى الى مقتل تسعة مدنيين افغان على الأقل، بينهم موظفان من الاممالمتحدة وجندي اجنبي. وكانت «طالبان» اظهرت قدرتها على الضرب في أي مكان عبر تنفيذ اعتداء باستخدام سيارة مفخخة امام مقر الحلف الاطلسي في كابول السبت الماضي، حين قتل 7 مدنيين وجرح اكثر من 90 آخرين. وفي ولاية بكتيكا (شرق)، قتل خمسة مدنيين بينهم اربعة من عائلة واحدة، بانفجار عبوة ناسفة. واغتيل حاكم اقليم رجستان في ولاية قندهار (جنوب) نجيب الله بلوش مع احد الوجهاء القبليين، إثر تدمير سيارتهما بقنبلة يدوية الصنع. وشهدت الولاية ذاتها انفجار قنبلة لدى مرور دورية للشرطة، ما ادّى الى مقتل ثلاثة شرطيين وجرح آخر. على صعيد آخر، صرح وزير الخارجية الايطالي جانفرانكو فراتيني بأن الحديث عن انسحاب التحالف الغربي من افغانستان بعد الانتخابات الرئاسية ومجالس الولايات «وهم». وقال لصحيفة «لا ستامبا» الايطالية: «يبقى عمل كبير يجب انجازه»، معتبراً ان «هذا الأمر يشبه ما فعله الروس عبر تركهم البلد لطالبان». واكد الوزير الايطالي ان الحلف الاطلسي «يخضع في افغانستان لأهم اختبار لصدقيته منذ انتهاء الحرب الباردة.