بدأ كمال كيلشدارأوغلو الرئيس الجديد ل»حزب الشعب الجمهوري» المعارض نشاطه في شكل جريء، بإجرائه تعديلات كبيرة على مجلس الحزب وقياداته، صفّى من خلالها ما يُعرف ب»الحرس القديم» من الموالين للرئيس السابق دنيز بايكال الذي اضُطر للاستقالة على خلفية فضيحة جنسية. واعتُبر ذلك بداية جديدة وجريئة من الرجل الذي اصطُلح على تسميته ب»غاندي تركيا»، نسبة للشبه الذي يجمعه بالزعيم الهندي الراحل مهاتما غاندي وما عُرف عنه من هدوء وتواضع، إذ لم يكتف كيليشدارأوغلو بإزاحة رفاق بايكال، بل ذهب الى حد تعيين ثلاثة ممن تجرأوا سابقاً وترشحوا ضد بايكال في انتخابات الحزب، وعاقبهم الأخير على ذلك، كما ضم الى قيادته الجديدة إماماً وعدداً من الأكاديميين والمثقفين والصحافيين من الوجوه التي لم تعرها القيادة القديمة أي أهمية ولم تأخذ فرصتها سابقاً. وأكد كيليشداراوغلو في بداية عمله السياسي الجديد، أنه يدرك تماماً أهمية المنصب الذي يشغله الآن وأن هدفه هو إزاحة حكومة «حزب العدالة والتنمية» والوصول بحزبه الى الحكم. وعلى رغم التغييرات التي أجراها كيليشدارأوغلو، إلا انه يتجنب انتقاد بايكال او استخدام مصطلح التغيير، مصراً على استخدام كلمة «تطوير»، كي لا يثير حفيظة محبي بايكال ويشقّ صفوف الحزب بين قديم وجديد. لكن كيليشدارأوغلو أكد أنه سيولي الاقتصاد أهمية كبرى في خطته المستقبلية، وسيعمل على اعادة دمج الحزب بالشارع والفقراء، إذ يشير كثيرون الى أن الحزب ألهى نفسه سابقاً بالدفاع عن النظام والجيش والمؤسسات العلمانية الكمالية، مهملاً الاهتمامات اليومية لرجل الشارع. وإذا نجح كيليشدارأوغلو في تحقيق هذه المعادلة، سيكون منافساً شرساً ل»حزب العدالة والتنمية» في انتخابات خريف العام المقبل. وقالت مصادر مقربة من رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان أن الاخير منزعج جداً من أسلوب غريمه الجديد الذي يخاطبه ب»السيد رجب» أو «رجب بيه»، معتبراً ذلك خارجاً عن اللياقة وبداية غير مشجعة في العلاقة بين الحكومة والزعيم الجديد للمعارضة. كما اعرب اردوغان، في شكل غير مباشر، عن انزعاجه من الاهتمام الإعلامي الكبير بالزعيم الجديد للمعارضة، اذ اتهم وسائل الاعلام بتجاهل وإهمال ما حققته الديبلوماسية التركية خلال الاسبوع الماضي من نجاحات في الملف النووي الإيراني والعلاقات مع اليونان، والانشغال بمسائل أخرى. ويرى مراقبون في هذا التصريح اعترافاً من أردوغان بأن غريمه السياسي نجح في إزعاجه ووضع نفسه على جدول أعمال السباق السياسي منذ اليوم الاول.