كشفت ورشة عمل تعليمية أهم مشكلتين يواجههما نظام التعليم عن بعد، هما مسألة خفض مكانته الاجتماعية، وعدّه كثير من شرائح المجتمع تعليماً «من الدرجة الثانية»، يرتاده فقط من لم يقدر أكاديمياً أو مالياً على «امتلاك» أشكال التعليم الأساسية. إضافةً إلى عدم اعتراف مؤسسات التعليم التقليدي المميزة لخريجي برامجه بين طلبته، مشددة في الوقت ذاته على أهمية التخطيط لمحاربة هذه السمعة السيئة بسلك مختلف الطرق الجلية. وأوضحت ورشة العمل التي تنظمها تعليم جدة حالياً وتشارك فيها إدارات التربية والتعليم في مناطق(محايل عسير، مكةالمكرمة، الأحساء، حائل، جازان، الباحة، جدة)، أن السلاح الأمضى في هذه الحرب هو ضمان النوعية المميزة لبرامج التعليم عن بعد، خصوصاً تلك البديلة للتعليم التقليدي، من طريق تطبيق نظم الاعتراف الأكاديمي ببرامج التعليم عن بعد بصرامة، وتبيان الخبرة العملية أن أحد أهم سبل احترام التعليم عن بعد هو اعتراف مؤسسات التعليم التقليدي المميزة لخريجي برامجه بين طلبته. وأشارت إلى أن التعليم عن بعد يسهم في حل مشكلات الاستبعاد من التعليم التقليدي، سواء فيما يتصل بالتعليم قبل المدرسي عموماً، أو استبعاد البنات والنساء والمناطق النائية والفئات الفقيرة من مراحل التعليم الأعلى. ولفتت إلى أنه من الممكن، بل صار ملحاً، استغلال أساليب التعليم عن بعد في مكافحة تردي النوعية في التعليم التقليدي من خلال التعليم متعدد القنوات. ومن المميزات المعروفة لبعض أشكال التعليم عن بعد هو خفض كلفتها، الأمر الذي يساعد على استخدامها في البلدان الأفقر. من جانبه، أكد مساعد المدير العام للتربية والتعليم للشؤون التعليمية في محافظة جدة عبدالرحيم المغربي خلال كلمته الافتتاحية للورشة التي تستمر لمدة ثلاثة أيام، أن التدريب أصبح أحد الضروريات ومن أهم الأولويات في عصر المعرفة والمعلومة، مشدداً أن توفير وسائل التدريب عن بعد يسهم في تسهيل عملية التدريب لأكبر عدد من المتدربين في مختلف الأماكن وبأقل كلفة. وأشار إلى أن الاستغلال الناجع للتقنيات المعلوماتية والاتصالات الحديثة في التعليم عن بعد، والتعليم متعدد القنوات، يمثل تحدياً ليس بالهين. ويفضي إلى ثورة حقيقية في التعليم ككل. إذ إن كل المكونات التي سبق الإشارة إليها يتعين تكاملها في منظومة متناغمة داخلياً، وتلتئم- في تناغم أيضاً- مع نسق التعليم التقليدي القائم، الأمر الذي يوجب ضرورة التجريب وإكساب الخبرة التراكمية من خلال التقويم الرصين والتطوير المستمر. من جهته، أوضح مدير إدارة التوجيه والإرشاد في تعليم جدة سالم الطويرقي، أن اللقاء يتناول الكثير من المحاور وورش العمل، بدءاً من مفهوم التدريب وأهميته وأسلوب تنفيذه وسيكولوجية التعلم والتركيز على المعلومة والمعرفة وذلك في أول أيام اللقاء، فيما يتناول اليوم الثاني التقنيات المستخدمة في التدريب وعرض تجربة حية عن التدريب عن بعد. ولفت إلى أنه سيتم في آخر أيام اللقاء عرض تجارب وخبرات الميدان التربوي في مجال التدريب عن بعد، معتبراً الورشة القائمة حلقة تطبيقية لأهم برامج ووسائل التدريب عن بعد، وأبرز العوائق التي تواجه مشروع التدريب عن بعد وسبل مواجهتها، متمنياً أن تسهم في تفعيل وتطوير ونشر هذه الثقافة الحيوية.