حقق غرام الذهب المستعمل أخيراً أعلى سعر له في تاريخه، بعد أن بلغ سعر الغرام الواحد 131 ريالاً، ليصل هامش ربح بائعي ذهب المستعمل (الكسر) 160 في المئة، واعتبر متعاملون في الذهب أنه على رغم هذا الارتفاع إلا أن نسبة المقبلين على بيع الذهب في السوق المحلية قليلة. وأشاروا إلى أن الجميع يتوقعون ارتفاعاً مستمراً لأسعار الذهب، مدفوعاً بشراء واسع من الحكومات في العالم، إضافة إلى المستثمرين الذين يرون أنه ملاذ آمن من شبح انهيار الأسواق الأوروبية والعالمية بفعل أزمة اليونان، التي قد تجر معها بعض الدول الأوروبية الأخرى. ويشير تاجر الذهب علي ياسين إلى «ارتفاع نسبة الإقبال على بيع الذهب بخاصة من المواطنين، إلا أن هذه النسبة دون المتوقع في ظل ارتفاع الأسعار»، مؤكداً أن «غرام الذهب الكسر حقق أعلى سعر له في تاريخه بوصوله إلى 131 ريالاً» وقال: «قمنا بشراء كسر في صفقة واحدة بمبلغ 130 ألف ريال»، وعلل عدم ارتفاع نسبة الاقبال إلى أن «قسماً كبيراً من المواطنين محجمون عن البيع، والقسم الآخر لم يعودوا يمتلكون الكثير لبيعه، في حين يحرص المقيمون على الشراء أكثر من البيع»، لافتاً إلى أن سعر الغرام من ذهب عيار 21 تراجع إلى 127 ريالاً، فيما وصل سعر عيار 18 إلى نحو 106 ريالات، وشدد على أن «الذهب لا يزال يعتبر مرتفعاً ويغري البعض بالبيع»، منوهاً إلى أن سعر الغرام قبل نحو أربعة أشهر لم يتجاوز ال 119 ريالاً. وعزا سبب ارتفاع أسعار الذهب أخيراً إلى «تعرض اليونان إلى أزمة مالية، ومحاولة دول الاتحاد الأوروبي مساندتها ودعمها من طريق بيع السندات وشراء الذهب لأنه ملجأ آمن»، معرباً عن دهشته «ففيما تتجه الدول إلى شراء الذهب، يتوجه بعض الأفراد إلى بيعه طلباً لهامش ربح سيتضاعف خلال الأشهر الخمسة المقبلة»، لافتاً إلى أن «ارتفاع أسعار الذهب لم تحد من اقبال الزبائن على الذهب المطعم بفصوص الزركون طلباً لهامش ربح أكبر»، مؤكداً أن «الزبون الذي يشتري حالياً بعض قطع الذهب لن يخسر مطلقاً حتى لو كانت القطعة مطعمة بالزركون». فيما شكا التاجر محمد حسين من «ضعف السوق»، وعزا السبب إلى «ارتفاع الأسعار بعد أن تجاوز سعر الأونصة 1210 دولارات»، إضافة إلى «قرب موسم الاختبارات»، وقال: «مع كل ارتفاع جديد يعاني السوق من ركود، وبعد أن يعتاد الزبائن على السعر الجديد، يعودون للشراء»، مشيراً إلى أن نسبة شراء السعوديين لا تتجاوز الخمسة في المئة، ونسبة بيعهم لا تتجاوز الأربعة في المئة، فيما تبلغ نسبة شراء المقيمين بخاصة من الجاليات الهندية ال 80 في المئة». وأرجع السبب إلى أن «المقيمين أكثر متابعة ووعي بمجريات السوق كما أنهم مطلعون على ما سيحققه من أرباح خلال الأشهر الخمسة المقبلة، والمقيمون أيضاً لم يخسروا أموالهم ومقتنياتهم في سوق الأسهم»، لافتاً إلى توقعات ب «وصول الأونصة إلى 1350، لتصل بعدها إلى 1500 دولار، وأن سعر الغرام سيصل ال 140 ريالاً»، ودعا المواطنين إلى «التوجه للشراء»، مؤكداً «الربح لأن الذهب سيواصل ارتفاعه إلى شهر عشرة من العام الميلادي الجاري». كما دعا إلى «اللجوء لاستبدال الذهب القديم بالجديد من أجل تحقيق هدفي اقتناء الجديد والربح معاً»، ونوه إلى أن لديه «زبونات يتاجرن في الذهب من طريق الشراء أثناء انخفاض المؤشر، والبيع أثناء ارتفاعه، مرددات بأن تجارة الذهب أفضل بكثير من الأسهم». وأكدت إحدى الزبونات التي قدمت لبيع ذهبها القديم ل «الحياة» أنها اشترت «قبل نحو ثمانية أعوام الغرام ب 35 ريالاً فيما تنوي بيعه هذا اليوم ب 127 ريالاً»، وقالت: «اشتريت قبل نحو ثمانية أعوام قطع ذهب ب 20 ألفاً متوقعة بيعه ب 70 ألفاً والحصول على هامش ربح يقدر ب 50 ألف ريال».