فيما شيعت جموع غفيرة أمس أشلاء من جثمان الطفلة «لمى الروقي» إلى مثواها بالمقبرة العامة في تبوك بعد أداء الصلاة عليها في جامع الدعوة، توعد والدها عائض الروقي في تصريح إلى «الحياة» مروجي الإشاعات خلال فترة البحث عن الطفلة في البئر، والتي كانت تتهمه شخصياً بإخفاء ابنته. وشهد العزاء توافد الكثير من أهالي وأقرباء الطفلة لمواساة أسرتها التي قضت أكثر من شهرين ونصف الشهر على أمل العثور عليها، وقبل الدفن استفتى والدها أهل العلم بشأن الصلاة على بقايا جسدها التي ما زالت في البئر. وأوضح المتحدث الإعلامي في الدفاع المدني بتبوك العقيد ممدوح العنزي أن فرق الدفاع المدني سلمت أجزاء من جسد الطفلة لمى إلى الجهات المختصة، وبحسب توجيه الإمارة أوقفوا البحث والحفر، مشيراً إلى أنهم دفنوا وردموا البئر التي سقطت فيها الطفلة. وبيّن أن المديرية العامة للدفاع المدني بذلت كل الإمكانات وقدمت الدعم والإسناد الآلي والبشري لسرعة العثور على جثمان الطفلة، إذ كانت الفرق الميدانية تباشر عملها بالتناوب على رفع الأتربة والصخور في البئر بطرق عدة، على رغم الصعوبات والمخاطر البالغة وتنوع الطبيعة الجغرافية للمواقع من صخور صلبة ورمال متحركة التي تتطلب درجات عالية من الإجراءات لسلامة العاملين. وأفاد بأن عناصر الدفاع المدني واجهوا صعوبة في الوصول إلى جثمانها بسبب ضيق فتحة البئر، إضافة إلى طبقة صخرية كانت تقف عائقاً في عمليات البحث، ما دفعهم إلى حفر بئر موازية للوصول إلى جثتها قبل أن تسلم عملية استخراج جثمان الطفلة لشركتي «أرامكو ومعادن»، في واقعة حظيت بمتابعة داخل وخارج السعودية، كما أطلق عدد من الآباء والأمهات أسماء مواليدهم على اسم الطفلة تعاطفاً مع قضيتها. وكشف سقوط الطفلة لمى الروقي عن الكثير من الآبار المكشوفة، ما دفع المواطنين والمقيمين إلى إبلاغ الجهات المسؤولة عن الآبار المهملة لردمها. وتابعت «الحياة» قضية الطفلة «لمى الروقي» منذ سقوطها الجمعة الموافق 17 صفر الماضي، إذ تناولت عبر جملة من التقارير الصحفية عمليات البحث وردود فعل الرأي العام على القضية. يذكر أن الطفلة «لمى الروقي» سقطت في بئر ارتوازية عمقها 114 متراً بمنطقة تُعرف ب«وادي الأسمر» على بُعد 30 كيلومتراً عن محافظة حقل التابعة لمنطقة تبوك.