في نشاط أول من نوعه يقوم به فلسطينيو عام 1948، نظمت مجموعة «فلسطينيات - من أجل حراك وطني ومدني»، في اليومين الماضيين في مدينة عكا في الشمال، فعاليات تحت عنوان «مناهضة الأبرتهايد الإسرائيلي»، وذلك عشية إحياء الذكرى السنوية ال38 ل «يوم الأرض». وعلى رغم أن الفلسطينيين يحيون سنوياً ذكرى «يوم الأرض» بتظاهرات وفعاليات مختلفة، إلا أن نشاط مجموعة «فلسطينيات» يكسر تقليد الإحياء المقتصر في العادة على البرنامج الذي تقرره «لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية» (تظاهرات وخطابات)، إذ يقوده حراك شعبي بمشاركة ناشطين من الفعاليات السياسية والمدنية المختلفة في المجتمع الفلسطيني على جانبي «الخط الأخضر»، لكن شرط إبقاء النقاش الحزبي والسياسي بين الأحزاب خارج الحراك. واختارت المجموعة اسم «فلسطينيات» ليس لأنها مجموعة ناشطات إنما عنت أساساً الشؤون الفلسطينية، كما يوضح ل «الحياة» أحد المبادرين المحامي جهاد أبو ريا الذي أضاف أن المجموعة غير حزبية «ونجحت في ضم ناشطين من جميع الأحزاب الوطنية، وآخرين غير حزبيين، وتهدف إلى توحيد النضال ضد النظام في إسرائيل كنظام أبرتهايد». وتتعاون المجموعة في نشاطاتها مع «المبادرة الوطنية الفلسطينية» و «الحملة الشعبية لمناهضة الجدار والاستيطان» في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967. وكان أول نشاطات المجموعة ضد جدار الفصل العنصري في الضفة الغربيةالمحتلة، ثم إحياء أمسيات وطنية وفنية ملتزمة في «خيمة رمضان» التي نصبت في قريتين مهجرتين في الداخل خلال الشهر الفضيل العام الماضي اجتذبت إليها الآلاف من فلسطينيي الداخل، خصوصاً من جمهور الشباب، وأعادت قضية اللاجئين والمهجرين إلى صدارة الاهتمامات. ويضيف أبو ريا أنه «كان لا بد من التغيير ورفع سقف النضال، وكان لا بد من الارتقاء في التنسيق والعمل المشترك نحو بناء أجندة وطنية موحدة ومقاومة شعبية موحدة وواسعة بين جميع الفئات الفاعلة تحت سقف مناهضة الأبرتهايد والتمييز العنصري». واعتبر المشاركة مع ناشطي المقاومة الشعبية «تشديداً على أن نضالنا واحد وقضيتنا واحدة». وتشير منسِّقة مؤتمر مناهضة الأبرتهايد هزار حجازي إلى أن اختيار الموعد بالذات «له علاقة بيوم الأرض (30 آذار – مارس)، وهذا اليوم هو ذكرى لمجزرة في حق المواطنين الفلسطينيين ومصادرة الأراضي العربية وتهويد الجليل»، كما أن اختيار مدينة عكا لتكون حاضنة لهذا المؤتمر «فلسطينيات» الأول لمناهضة العنصرية والأبرتهايد الإسرائيلي، جاء حيال ما تتعرض له هذه المدينة العربية العريقة على مدى أكثر من 65 عاماً من سياسات التهويد والتهجير والتطهير العرقي والثقافي، بما في ذلك المقدسات الإسلامية، وهي مثال لما تتعرض له المدن الفلسطينية في ظل نظام الأبرتهايد الإسرائيلي». واعتبرت المؤتمر بمثابة تتويج لاستراتيجية جديدة في العمل الشعبي والنضال الشعبي المشترك. وشملت فعاليات المؤتمر معرضاً فوتوغرافياً لمصورين وناشطين في «فلسطينيات» سلط الضوء على قصص إنسانية وأماكن مهددة بالتهجير والتهويد والهدم والاستيلاء عليها في الكثير من المناطق الفلسطينية التي تعاني من ممارسات الاستعمار والأبرتهايد. كما تم عرض فيلمين، أحدهما تحت عنوان «خريطة طريق إلى الأبرتهايد» الذي يقارن بين نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا والنظام في البلاد للصحافي جوناثان كوك، وآخر هو «حب في زمن الأبرتهايد»، إضافة إلى محاضرات في الموضوع قدمها المؤرخ المعروف إيلان بابه والمحاضر الجامعي أسعد غانم، وأمسيات فنية ملتزمة.