فيما عمت التظاهرات والمسيرات الاحتجاجية في ذكرى النكبة الفلسطينية المناطق الفلسطينيةالمحتلة عام 1967 والجولان السوري ولبنان ومناطق أخرى، جاء لافتاً أن الحياة في البلدات العربية داخل إسرائيل سارت طبيعية في هذا اليوم، في أعقاب امتناع «لجنة المتابعة العربية» والأحزاب والحركات السياسية، الوطنية والإسلامية، عن تنظيم أي نشاط بداعي أنها أحيت هذه المناسبة من خلال «مسيرة العودة» إلى قريتين مهجرتين الثلثاء الماضي، يوم احتفال إسرائيل ب «يوم الاستقلال». ولفت بعض المراقبين إلى أنه كان حرياً بقادة فلسطينيي الداخل أن يحيوا «مسيرة العودة» السنوية أمس تزامناً مع المسيرات في رام الله ومارون الراس والجولان، ما كان من شأنه أن يحرج المؤسسة الإسرائيلية، فضلاً عن إيصال رسالة أقوى إلى العالم بتمسك الفلسطينيين بحق العودة إلى ديارهم في وقت يواجهون سلسلة قوانين إسرائيلية عنصرية تستهدف بقاءهم وحقوقهم وحرياتهم. وباستثناء بعض الندوات التي أقيمت في قرى مختلفة في الأسبوعين الماضيين لإحياء ذكرى «النكبة»، شهدت مدينة يافا، «عروس فلسطين»، مساء السبت مسيرة لإحياء ذكرى النكبة نظمتها «حركة الشبيبة اليافية» وحركة «شباب 29 آذار»، تحت عنوان «عائد إلى يافا» شارك فيها نحو ألف شخص فقط من أهالي المدينة والمتضامنين معهم من البلدات العربية المختلفة وبعض الناشطين اليهود اليساريين. ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية وشعارات أكدت حق العودة ونددت بسياسة التمييز العنصري التي تنتهجها الحكومات الإسرائيلية وبالقوانين العنصرية التي شرعتها الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) في العامين الأخيرين. وأعلن الجيش الإسرائيلي المنطقة المحاذية للحدود مع لبنان القريبة من بلدة مارون الراس «منطقة عسكرية» مغلقة ومنع وصول عشرات الناشطين من حركة «أبناء البلد» من الداخل إلى الشريط الحدودي للتواصل مع المتظاهرين في مارون الراس وتحيتهم. وكان لافتاً انتشار عناصر الشرطة الإسرائيلية بأعداد كبيرة في أنحاء البلدات العربية و «المدن المختلطة تحسباً لأي طارئ»، وسط تحذير من قائد الشرطة يوحنان دنينو بأن الشرطة التي جندت عشرة آلاف من عناصرها «لن تسمح بالإخلال بالنظام العام وستتبع سياسة صارمة تشمل اعتقال مخلّين بالنظام العام». ومنعت الشرطة العرب من الداخل أيضاً ممن هم دون سن ال 40 من دخول المسجد الأقصى المبارك.