إذا كانت منظمة الصحة العالمية رفعت درجة خطورة الإصابة ب»أنفلونزا الخنازير»، أو ما بات يعرف باسم «أنفلونزا المكسيك» إلى الدرجة الخامسة. أي ما قبل الأخيرة التي تعد أخطر الدرجات، مُصنفة هذا الفيروس ضمن «الوباء العالمي»، فإن حامد العليان رفع من إجراءاته الوقائية في مواجهة انتقال عدوى كثير من الأمراض، وبخاصة التي تسببها الفيروسات، من طريق الملامسة المباشرة، أو ما يعرف ب»المصافحة بالتقبيل»، على حد قوله. ويذهب العليان إلى أن «العادات السعودية في استقبال الضيوف وتحديداً المقبلين بعد فترة غياب خارج المملكة، يجب أن تشتمل على المعانقة وتقبيل الخشم»، مشيراً إلى أن كثيراً من المختصين بالأمور الصحية والوقائية «يحذرون من الاتصال المباشر بمَن يحمل أمراضاً وبخاصة الفيروسية منها». ويؤكد أنه قرأ أخيراً، تحذيراً من أحد أكبر الأطباء المتخصصين يعمل ضمن أعلى السلطات الصحية في بلاده، لدى تحذيره من أنفلونزا الخنازير، مفاده أن «اتباع التعاليم الصحية السليمة والنظافة الشخصية وغسل الأيدي والبعد عن عادة التقبيل بين الأشخاص، والأماكن المزدحمة المكتظة بالأشخاص تقي من الإصابة بأنفلونزا الخنازير». ويوضح العليان «معظم الأمراض الفيروسية، وبخاصة الأنفلونزا بأنواعها المختلفة، تنتقل من طريق التنفس، أو بالأحرى عبر الجهاز التنفسي»، متسائلاً: «لمَ لا نتبع المثل القائل: درهم وقاية خيرٌ من قنطار علاج؟»، محدداً الدرهم ب»التخلي عن بعض عاداتنا في الاستقبال من أمثلة المعانقة، والتقبيل، وتقبيل الخشم»، لافتاً إلى أن «المحافظة على الصحة والمساهمة في عدم نشر الأمراض أو انتقالها من شخص لآخر، أمورٌ غاية في الأهمية وحثنا الشرع الحنيف عليها». ويروي العليان قصة حدثت له منذ أيام قلائل، «إذ قام بزيارتنا في مقر عملنا أحد الزملاء القادم للتو من إحدى الدول التي ظهرت فيها «أنفلونزا الخنازير»، وقام بمعانقة الزملاء كافة دون أن يتنبه أحد منهم إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر، ما قد يصيب الزميل بإحراج». ويضيف «بعد انصراف الزميل تهامس الزملاء حول ضرورة أخذ الحيطة والحذر في المرات المقبلة، فالصحة أهم وأغلى على حد قول أحدهم». ويرفع العليان شعارٌ جعله نصب عينيه بعد تلك الحادثة «سأسمحُ لك بمصافحتي؛ لكن... عفواً ممنوع معانقتي»، مستمداً هذا الشعار من التحذيرات الطبية التي بثتها منظمة الصحة العالمية على موقعها على الإنترنت والتي أشارت فيها إلى أنه «ينبغي غسل الأيدي بالماء والصابون بشكل جيد وبانتظام والتماس العناية الطبية»، معتبراً التقبيل والمعانقة من ضمن العادات «غير الطبية». وإذا كان العليان اتخذ شعاره السابق إجراء وقائياً من الإصابة بالأمراض الفيروسية، فإن صالح السهلي يرى أن «إحراج رد الغائب شيء صعب على نفسي»، مبرراً ذلك بأنه «لي أصدقاء وأقارب كثيرون في بعثات خارج المملكة، والفترة المقبلة قد تشهد عودة غالبية منهم، والشوق إليهم أهمُّ لدي من الإصابة بأنفلونزا الخنازير»، مؤكداً أنه سمع أحد المتخصصين يؤكد أن «الأنفلونزا العادية تتسبب في وفاة أكثر من 250 ألف سنوياً على مستوى العالم، ومع ذلك لا نأخذ إجراءات احترازية منها»، نافياً «عدم إحساسي بالخطورة؛ لكن إلى الآن فإن إمكانية السيطرة على «أنفلونزا الخنازير»، بحسب تصريحات المتخصصين ليست بالمستحيلة».