عجلة الرياضة الروسية إلى الوراء درْ، في ظل فضائح المنشطات وقرارات الإيقاف وحملات التنظيف القائمة. وعلى أبواب دورة ريو دي جانيرو الأولمبية، لا يكاد يغلق ملف تنشّط وتطوى صفحات تبعاته حتى يفتح آخر. وإذا كانت ألعاب القوى الروسية محظورة دولياً، في ضوء هذه المستجدات وتهم «التنشّط المنظّم»، التي زلزلت أوساط «أم الألعاب» منذ الخريف الماضي، وطاولت شظاياها أبطالاً كينيين وأثيوبيين، فإن الجديد «المتفاقم» ما أوردته مجدداً محطة «اي ار دي/دبليو دي ار» الألمانية عن الملف الروسي وضلوع ماليزي في «مخالفات صريحة» أخرى، فضلاً عن القنبلة التي فجرتها «ملكة التنس» الفاتنة ماريا شارابوفا (28 سنة) معلنة أنها تتنشّط «من دون أن تدري». وهو موقف اعتبره بعضهم «هجوماً التفافياً وقائياً»، في وقت حظيت بدعم الجهات الرسمية في بلادها وفي مقدّمها وزير الرياضة فيتالي موتكو الذي توقّع أن تظهر حالات أخرى»، كاشفاً أنه سيدعو أبرز المسؤولين الرياضيين الروس لمناقشة هذه القضية. وجاء إعلان شارابوفا مدوّياً بعد نحو شهرين من فضيحة تلاعب ومراهنات هزّت قوائم عالم «الكرة الصفراء». وكان موتكو تجاهل المزاعم الجديدة التي أوردها تقرير وثائقي للمحطة الألمانية حول استمرار بلاده في انتهاك المعايير الصارمة لمكافحة المنشطات، معلناً أن «فرض عقوبات على أشخاص معينين والتحقق من تطبيقها هي من مسؤولية الوكالات المعنية لمكافحة المنشطات وليس الدولة. ويجب أن يعاقبوا وفقاً للقوانين». وتضمّن الوثائقي الجديد (مدته 30 دقيقة) الذي بثّته «اي ار دي/دبليو دي ار» الأحد الماضي معلومات عن عدائين ومدربين روس يواصلون انتهاك المعايير الصارمة للاتحاد الدولي وللوكالة الدولية لمكافحة المنشطات «وادا»، مدعية أنها تملك أدلة على ذلك. واستناداً إلى التقرير، فإن مدرباً موقوفاً لم تكشف اسمه يواصل العمل مع عدائين في محافظة روسية معزولة، في حين أن شخصاً آخر يسمى مدرباً أيضاً لا يزال يوزّع موادَّ منشّطة. وكانت اللجنة الأولمبية الروسية أوقفت 4 عداءات بينهن وصيفة بطلة أوروبا في سباق 800 م إيرينا ماراتشيفا والمشاءة آنا لوكيانوفا مدة عامين بناء على وثائق تسلّمتها من الاتحاد الدولي لألعاب القوى، إضافة إلى العداءتين يلينا نيكولينا وماريا نيكولاييفا لمدة 4 اعوام. كما طاول الوثائقي الألماني، الماليزي كريم إبراهيم عضو الاتحاد الدولي لألعاب القوى، ونقل عن دانيال بالاكوبال نائب رئيس اللجنة الأولمبية الماليزية، أن إبراهيم شجع رياضيين على التنشّط واستعان لهذه الغاية بطبيب ومدرّب بلغاريين. وقد اكتشفت حالات إيجابية بينهم خلال ألعاب جنوب شرقي آسيا. أما الفاتنة «ماشا» فقد صدمت عالم التنس أول من أمس بإعلان ثبوت تنشّطها في بطولة أستراليا، نتيجة تناولها دواء ملدونيوم، الذي ظهر مطلع هذا العام على لائحة المواد الممنوعة. وأعلن الاتحاد الدولي إيقافها موقتاً بدءاً من 12 الجاري. ورفضت شارابوفا، التي فاقت عائداتها من الدورات والإعلانات والاستثمارات 29 مليون دولار العام الماضي، إلقاء التهمة على غيرها وتحمّلت المسؤولية كاملة، موضحة أنها ارتكبت خطأ هائلاً بعدما تسلّمت لائحة بالممنوعات من الوكالة العالمية أواخر كانون الأول (ديسمبر) الماضي، «لكن لم أدقق ما إذا كان هذا الدواء (الذي أصبح من الهرمونات) من ضمنها». وكشفت أنها «منذ 10 سنوات، أتناول هذا الدواء بناء على وصفة من طبيب العائلة». وابتكر البروفسور اللاتفي لينون إيفارس كالفنز دواء الملدونيوم عام 1975 لعلاج مشكلات عدم انتظام ضربات القلب، نقص المغنيسيوم وحالات مرض السكري الأسري. وهو غير مرخّص في الولاياتالمتحدة وبلدان أوروبا الغربية. وأبدى كالفنز استغرابه لضم هذا الدواء إلى لائحة الممنوعات، كونه يبطئ أكسدة المواد الدهنية ويحمي العضلات من التهتك. في حين أظهرت فحوص مخبرية أنه ينمّي القدرة البدنية والتركيز الذهني. كما كشف أخيراً تناول حَمَلة ألقاب كثر هذا العقار، بينهم العداءة السويدية ابيبا اريغاوي بطلة العالم 2013 في ال 1500م، والروسية ايكاتيرنيا بوبروفا البطلة الأولمبية للتزحلق على الجليد، وبطلة البياتلون الأوكرانية أولغا ابراموفا، والدراج الروسي كاتوشا إدوارد فورغانوف، وعداء الماراثون الإثيوبي إديشهاو نيغيسي.