أكدت الإماراتوألمانيا أمس مواصلة التعاون والتنسيق بينهما في مكافحة الإرهاب والعنف والتطرف والعمل على تعزيز قيم التعايش والتفاهم والتسامح والسلام في المنطقة بما يعزز فرص التنمية الشاملة لدول المنطقة وشعوبها. وجاء ذلك خلال لقاء ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في أبوظبي وزير خارجية ألمانيا الاتحادية فرانك فالتر شتاينماير والوفد المرافق له الذي يزور الإمارات. وأفيد بأن ولي عهد أبوظبي ووزير الخارجية الألماني بحثا في سبل دعم علاقات البلدين وتطويرها، وتبادلا وجهات النظر حول المستجدات الإقليمية والدولية وفي مقدمها الأزمة السورية ومكافحة التطرف والإرهاب والملف اليمني. والتقى شتاينمايمر أيضاً وزير الخارجية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وتم خلال اللقاء، وفق الوزير الألماني، عرض نزاعات المنطقة والوضع في اليمن وملفات ليبيا ولبنان وفي شكل خاص ملف سورية. وأكد شتاينماير في مؤتمر صحافي مشترك مع الشيخ عبدالله بن زايد في مقر وزارة الخارجية في أبوظبي، أهمية الهدنة التي أعلنت أخيراً بين المعارضة المعتدلة والنظام السوري، معتبراً أنها ساهمت في تهدئة كبيرة للأعمال العدائية والأوضاع ميدانياً مما يساعد في تشجيع أطراف النزاع على الرجوع إلى محادثات جنيف مرة أخرى. واعتبر أن العودة إلى المحادثات السياسية في شأن مستقبل سورية وصولاً إلى تشكيل حكومة جديدة يمثّلان أفضل تدعيم وتقوية للتهدئة الحالية. وشدد الشيخ عبدالله بن زايد على وضع حد نهائي للصراع الدائر في سورية من خلال حل سياسي شامل، مؤكداً دعم الإمارات لكل المساعي والجهود التي يبذلها الموفد الدولي ستيفان دي ميستورا للدفع نحو إنجاح العملية السياسية بما يكفل إنهاء الصراع والإرهاب الذي دمّر سورية وزعزع استقرار المنطقة برمتها. وقال أيضاً إن «محاولات إيران للعبث في الشؤون العربية مستمرة وهي الدولة الوحيدة في العالم التي ينص دستورها على تصدير الثورة»، لافتاً إلى أن ذلك يمثل عبئاً على دول المنطقة. وأوضح الشيخ عبدالله أن لدى الإمارات شركاء مثل ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا و «نعمل معاً لمواجهة التطرف والإرهاب في المنطقة ولكن في الوقت نفسه نعمل أيضاً على إيجاد الحلول السياسية في سورية والعراق، وهذا العمل يحتاج إلى شركاء حقيقيين على الأرض ليس فقط لدى الأطراف التي تقبل بهذه المفاوضات ولكن لدى الأنظمة الموجودة في دمشقوبغداد وتكون قابلة أن تحتوي وتمثل جميع أطياف الشعبين الشقيقين. ولا بد من أن تعمل كل الأطراف في اتجاه الحل السياسي وعلى بغدادودمشق احتواء كل مكونات الشعبين وكذلك وضع حد للتدخل الإيراني في المنطقة».