ودعت الولاياتالمتحدة الأميركية أمس (الأحد) سيدة البيت الأبيض السابقة نانسي ريغان، أرملة الرئيس الأسبق رونالد ريغان، التي توفيت عن 94 سنة إثر إصابتها بأزمة قلبية في منزلها بمدينة لوس أنجليس. الغالبية، خصوصاً الشباب، لم تسمع عن نانسي ريغان، التي كانت تحمل قبل الزواح اسم «آن فرانسيس روبينز»، على رغم أنها كانت قبل ثلاثة عقود «مالئة الدنيا وشاغلة الناس»، قبل أن يغادر زوجها البيت الأبيض في العام 1989، بعد ثماني سنوات امضاها حاكماً لأميركا «القوية». وعرفت نانسي قبل البيت الأبيض، بعضاً من الشهرة، حين كانت «نجمة» في هوليوود في الاربعينات والخمسينات، وتعرفت هناك على ريغان، وتزوجا في العام 1952، وأنجبا طفلين. كما حملت مسمى «السيدة الأولى» قبل البيت الأبيض، حين كان زوجها حاكماً لكاليفورنيا (من 1967 إلى 1975). وإذا كان ريغان انتزع البيت الأبيض من منافسه جيمي كارتر بالانتخاب، حين لم يمنح الأميركيون رئيسهم حينها فرصة لولاية ثانية، فإن نانسي انتزعت لقب «السيدة الأولى» من حرمه روزالين سميث كارتر، لتصبح أكثر زوجات الرؤساء الأميركيين تأثيراً وإثارة للجدل. 51 «سيدة أولى» تعاقبن على البيت الأبيض، منذ مارثا واشنطن التي أسند إليها هذا المسمى الشرفي حين تولى زوجها جورج واشنطن رئاسة البلاد في 1798، وحتى «السيدة الأولى» الحالية ميشيل أوباما، التي ستسلم منصبها إلى «سيدة أولى» (وربما «سيد أول» للمرة الاولى في حال فوز المرشحة المحتملة هيلاري كلينتون) في كانون الثاني (يناير) المقبل، حين يؤدي الرئيس ال52 للولايات المتحدة القسم، وينصب رئيساً. وعلى رغم شرفية المنصب، إلا أن نانسي ريغان، أضفت بريقاً خاصاً عليه، لدرجة أنها تجاوزت به الحال «الشرفية»، ليتهمها خصومها بحكم أميركا من وراء الكواليس. و«السيدة الأولى» - بحسب «ويكيبيديا» - هي مضيفة في البيت الأبيض، وهو ليس منصباً منتخباً. ولا تُسند إلى صاحبته مهمات رسمية، ولا تتلقى راتباً، كما لا تتحمل مسؤولية عمل خارجي أثناء توليها المنصب. وفي المقابل، تُحضّر «السيدة الأولى» لاحتفالات رسمية، ومكتبها مسؤول عن كل المناسبات الاجتماعية والاحتفالية في البيت الأبيض، وهو فرع من المكتب التنفيذي للرئيس. ولدى «السيدة الأولى» فريق من الموظفين خاص بها، بمن فيهم أمين البيت الأبيض الاجتماعي، ورئيس الموظفين، والسكرتير الصحافي، ورئيس مصممي الزهور، ورئيس الطباخين. غير أن نانسي تجاوزت كل هذه الأدوار ما أن وطأت قدماها البيت الأبيض، حين أعلنت نيتها تغيير مقتنيات الغرفة الصينية فيه، ولم تعر الأصوات المعترضة اهتماماً، بحجة تقليص النفقات، إذ مولت عملية الترميم من التبرعات. نانسي التي اطلق عليها ريغان لقب «مامي»، بينما كانت تناديه «روني»، اتهمت باستفزاز موظفي البيت الأبيض، حين فرضت المزيد من القيود والضوابط، وتصدت لحال التساهل التي كانت متفشية. وشكلت ما سُمي «الذراع الواقية» لزوجها الرئيس، إذ التقطتها الكاميرا وهي تلقنه ما يجب أن يقوله في أحد المؤتمرات الصحافية في العام 1988، ما استفز الأميركيين الذين كانوا يرون في ريغان «رئيساً قوياً»، بينما كان هو في أولى مراحل الإصابة بمرض «ألزهايمر». ولعل أكثر ما أثار الصخب حول نانسي استعانتها بعراف ليساعد في تخطيط الجدول الزمني للرئيس بعد محاولة اغتياله في العام 1981، إضافة إلى تأثيرها على ريغان في بعض قراراته بشأن الموظفين والنشاط الديبلوماسي. ولم يقتصر نشاط نانسي على البيت الأبيض، إذ قادت حملة «فقط قل لا» لمنع تعاطي المخدرات والتوعية بمخاطرها، وأخرى عن رعاية مرضى «ألزهايمر» بعدما غادر زوجها المنصب، وظهرت عليه علامات المرض، إضافة إلى دعم أبحاث الخلايا الجذعية الجنينية.