ليست المرة الأولى بالطبع الذي أقرأ أو أسمع عن حكايا وقصص مشابهة فقبل أشهر عدة قاضى أب إدارة مستشفى وضعت صورة ابنه في أحد الممرات من دون استئذانه أو موافقته أو حتى ترحيبه الكتابي بهذا الخصوص. وقبل اسابيع عدة قاضى احد الأشخاص أحد البنوك لأنه فوجئ بصورته (منورة في أحد الإعلانات) واليوم تطالعنا الصحف عن احتمالية سحب أحد المقررات الدراسية بسبب شكوى رفعها والد تلميذ فوجئ بصورته في الكتاب من دون أخذ موافقته وكأن الموضوع لا يخصه لا من بعيد ولا من قريب. احب جداً قراءة تعليقات العامة على مثل هذه الأخبار لأعرف الاتجاه العام لعدد كبير من القراء وأغضب بشدة عندما أجد تبسيطاً لما يحدث وتلميحاً عن فضاوة هؤلاء الأشخاص أو تصريحاً بحبهم للمال والتعويضات وأحياناً للشهرة. في استفتاء وضعته إحدى الصحف الالكترونية عن الموضوع اعلاه اجاب عنه 150 شخصاً ما بين ذكر أو أنثى فوجئت بأن 122 شخصاً يرون أن هذا التصرف ليس خطأ ومن حق أي مؤسسة أو شخص أو مستشفى اختيار الصور التي تروق لها وتضعها في أي مكان يريدونه. و20 شخصاً لا يعرفون هل من حق هؤلاء الأشخاص الاعتراض أم لا و8 أشخاص فقط (يعتقدون أن ما حدث غير مقبول) على رغم عدم ميلهم للشكوى. وانا شخصياً اعتبره اقتحاماً لخصوصيات الآخرين وسلبها من دون وجه حق بل والاستفادة منها دعائياً بصورة علنية أو سرية من دون إشراك المعني بالموضوع. وتستلزم الشكوى والتعويض السريع وليس فقط الاتلاف. والمطلوب اصدار قانون يعاقب كل شخص أو مؤسسة تستخدم صور الآخرين لاستغلالها في الترويج لأمر مع ضرورة وجود اذن كتابي من صاحبها او من ينوب عنه إذا كان قاصراً (بشرط موافقه والديه) معاً ومعرفة القاصر وموافقته على أن صورته ربما تتصدر بعض الكتب أو الكباري، على رغم اعتراضي الشديد على تصوير الأطفال عراة في إعلان الحفائض وغيرها حتى لو كان بموافقة الوالدين لما فيه من التعدي على حقه الخاص في جسده واذكر جيداً مقالاً سابقاً عن موضوع مشابه وهو عن موقف غاضب لإحدى صديقاتي التي عادت من بريطانيا غاضبة على التشديد المبالغ فيه بحسب قولها لأنها رغبت في (خرم اذن ابنتها الطفلة وذهبت الى المستشفى ورفضت الطبيبة ذلك قائلة ان الطفلة اصغر بكثير من أن تفهم ما ستشرحه لها الطبيبة والمفترض على الأم أن تصبر سنوات عدة ثم تحضرها فإذا وافقت الطفلة يتم خرم اذنيها واذا رفضت بعد الشرح المطول والمدعوم بالصور وكل أدوات الشرح فهذا حقها الإنساني!! عودة الى القانون الذي أطالب فيه حتى لا يتفاجأ أحد منا وهو يتصفح أحد المناهج الدراسية بأن صور أطفاله (منورة داخلها) أو يرى صورته مصحوبة بإعلان معجون اسنان لو كان من الأشخاص المبتسمين أصحاب الأسنان البيضاء النظيفة... اختم بابنة صديقتي التي خرمت لها اذنيها فور عودتها من بريطانيا عند أقرب محل ذهب وبثلاثين ريالاً!! [email protected]