نفى عصام سلفيتي المتحدث باسم إدارة مهرجان الأردن، وجود أي اتفاق مع «مهرجانات بيت الدين» اللبنانية لتقاسم الإيرادات جراء التعاون المشترك بينهما. وأوضح سلفيتي الذي يرأس جمعية أصدقاء مهرجانات الأردن التي فازت بعطاء المهرجان من هيئة تنشيط وتنظيم السياحة في بداية العام الحالي، ل «الحياة» أن الجمعية تضم أشخاصاً يحبون الموسيقى والفنون والعمل العام، ولديهم الرغبة في تقديم الفن الرفيع للناس والسائحين، بعيداً من نية الربح. وأضاف أن التوأمة بين «الأردن» و «بيت الدين»، التي أُعلنت في بيروت أواسط نيسان (أبريل) الماضي، تهدف للاستفادة من خبرة اللبنانيين في تجربتهم الممتدة إلى نحو ربع قرن، في إقامة الفعاليات الفنية العربية والعالمية الناجحة، فضلاً عن أن التوأمة التي «تتيح المناقَلة في عروض عدد من الفرق المشاركة بين المهرجانين». غير أن النتائج الإيجابية المتوخاة لهذه التوأمة، بحسب مطّلعين، ربما لا تتحقق بسبب عقبات من بينها غياب الجمهور. ويبدو أن تدني القوة الشرائية للمواطن يلعب دوراً في ذلك، إذ تتراوح أسعار تذاكر بطاقات الدخول بين 30 و150 ديناراً (45-215 دولاراً)، في وقت يصل فيه متوسط الدخل للمواطن الأردني الى 300 دينار (450 دولاراً) شهرياً. ولم يُخف السلفيتي قلقه إزاء هذا الجانب، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده أخيراً في عمان للإعلان عن فعاليات مهرجان الأردن 2010. لكنه نفى أن تكون أسعار التذاكر مرتفعة، مؤكداً أنها تتراوح بين 10 و20 ديناراً، وأن التذكرة التي يبلغ سعرها 150 ديناراً تخص فعالية واحدة قادمة من إيطاليا. ويحاول «مهرجان الأردن» الفتي الذي ولد مباشرة بعد إلغاء مهرجان جرش الذي استمر نحو ربع قرن، طرح نفسه بقوة في مسيرته الفنية وملء الفراغ الكبير الذي تركه غياب «جرش» لجهة فعالياته نوعاً وكماً. ولكن حتى العام الفائت، لم يحقق المهرجان أهدافه كما يشتهي منظموه. فبعد انتهاء عروضه التي أطلقتها وزارة الثقافة، حاول وزيرها السابق صبري الربيحات تدارك تجمُّع الفعاليات القادمة من 43 دولة في شهر واحد، فأعلن عن دراسة تعيد توزيع الفعاليات التي تقام في الصيف على مدار العام. وكان المهرجان في دورته الثانية اشتمل على 276 فعالية نصفها محلي، والنصف الآخر عربي ودولي. ولكن في العام الحالي أيضاً وعلى رغم تغيير الإدارة، تم تجميع فعاليات المهرجان الذي من المتوقَّع أن يُفتتح بحفلة للمطربة المصرية آمال ماهر والمايسترو سليم سحاب وفرقته إحياء لذكرى كوكب الشرق أم كلثوم، في مكان واحد هو مدرج جبل القلعة الذي يتسع إلى 3000 شخص. وتدور الفعاليات خلال فترة تصل إلى 63 يوماً، من 30 حزيران (يونيو) الى 31 آب (أغسطس)، وليس على مدار العام. وعلى رغم أن توجهات الإدارتين السابقة والحالية متشابهة في اختيار توقيت المهرجان، إلا أن سلفيتي أنكر «أي علاقة من قريب أو بعيد مع إدارات المهرجان السابقة». ولكن هل يعوَّل على الإدارة الجديدة في تجاوز هذا الخلل التنظيمي، الذي وقعت فيه إدارة المهرجان السابقة كما نشرت الصحف المحلية بتأكيد من وزيرة السياحة مها الخطيب التي وصفت خلال المؤتمر الصحافي الدورة السابقة للمهرجان في عام 2009 بأنها كانت محلية أكثر منها عربية. واعتبرت الخطيب أن «ما حدث للمهرجان سابقاً له علاقة بضعف التنظيم لغياب الخبرة وضعف الموارد». ومضت تقول: «لكن وجدنا أن المهرجانات المنظمة من القطاع الخاص والجمعيات المهتمة هي الناجحة، متجسدة في تجربة مهرجانات بيت الدين، لذلك اتفقنا أن ننتهج سياساته في التنظيم». غياب الجمهور وتدني القوة الشرائية للمواطن، يظلان من أبرز التحديات التي تواجه إدارة «مهرجان الأردن» بل والمهرجانات الأخرى. وهذا ما أيده سلفيتي لافتاً إلى أن لا شيء مضموناً، وأن كل شيء معرض للمخاطر. وأضاف: «سنبذل كل جهدنا لتقديم البسمة والمتعة على شفاه الناس، ولكن لا نستطيع أن نقول إننا نجحنا إلا بعد انتهاء الفعاليات».