صعب على أبو محمد الشطريط، اللاجئ الفلسطيني وزوجته، إخفاء تأثرهما مثل الكثيرين حين ارتفعت موسيقى النشيد الوطني في سماء ملعب «ايدموند ماختينس» في بروكسيل حيث استقبل فريق بلدية «مولينبيك» الفريق الوطني الفلسطيني لكرة القدم. كانت الساعة تقارب الغروب أول من أمس انقشعت خلالها السحب وعادت أشعة الشمس تضيء الميدان عندما تخللتها أنغام «نشيد الفرح» الأوروبي المقتطع من سيمفونية بيتهوفين التاسعة. وقال أبو محمد ل «الحياة» انه «سعد سعادتين: سعادة صغيرة حيث شارك ابنه اللاجئ في باريس في مقابلة الفريق الوطني إلى جانب رفاقه من الكويت والأردن والضفة وغزة ... والسعادة الكبرى عندما ارتفعت موسيقى النشيد الوطني». وقالت السفيرة الفلسطينية ليلى شهيد ان تشكيلة الفريق «جسدت وحدة الداخل والشتات وكسرت الحصار رغم حرب اليمين واليسار الإسرائيليين وحكومة اليمين المتطرف في تل أبيب». ولعل طول محنة اللجوء وسقوط عملية التسوية منذ ما يناهز العقدين جعلا أبو محمد وغيره من الفلسطينيين الذي كانوا في مدارج الملعب يترددون في تذكر كلمات النشيد الفلسطيني التي كتبت بعد اتفاق اوسلو. حمل الفريق الفلسطيني زيا أحمر كتب على ظهر القميص «61 سنة من اللجوء»، وفي مقدمته «الدولتان طريق السلام». وأجرى أول مقابلة في اوروبا تحت شعار «هدف من أجل السلام» بدعوة من بلدية «مولينبيك» في العاصمة البلجيكية و «وكالة الاممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين» (اونروا) وتمويل الاتحاد الأوروبي. ولم يكتف اللاعبون الفلسطينيون والبلجيكيون بتسجيل هدف واحد من أجل السلام، بل هزوا شباك ميدان كرة القدم سبع مرات بواقع 4 للفريق المضيف في مقابل 3 للفريق الفلسطيني، وذلك أمام نحو ألفي متفرج، غالبيتهم من أبناء الجاليات العربية. وقالت المفوضة العامة لوكالة «اونروا» كارين أبو زيد ان المقابلة الودية «رسالة 4.5 مليون لاجئ من أجل حل عادل لقضيتهم»، وذكرت بأن شاشات كبيرة نصبت في مخيمات اللاجئين في الأراضي الفلسطينية والأردن وسورية لمتابعة المقابلة. وأوضحت أن ريع المقابلة سينفق لتمويل الدراسات الجامعية لعدد من الطلاب اللاجئين. ويواجه اللاعبون من الضفة الغربية وقطاع غزة، مثل فئات المجتمع، صعوبات التنقل والعمل نتيجة الحواجز والجدار العازل ومئات نقاط التفتيش التي ينصبها الجيش الاسرائيلي لمحاصرة القرى والبلدات والمدن وفصل بعضها عن بعض. وقال رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية، رئيس اتحاد كرة القدم جبريل الرجوب ان «الرياضة عنصر وحدة في فلسطين وصورة مشرفة قدمها الفريق الوطني من خلال المباراة في بروكسيل. وهي في حاجة ملحة إلى رعاية ودعم الأمتين العربية والإسلامية في الوقت الذي تتهدد فيه اسرائيل القضية بأكملها».