مجنونة أم ارهابية؟ السؤال الأكثر تردداً في موسكو عن امرأة أوزبكية قتلت بوحشية طفلة لا يتجاوز عمرها أربع سنوات ثم زعمت أن «الله أمرها» بذلك. ويدور جدل ساخن حول مقطع فيديو سربته أجهزة التحقيق أمس، من جلسة استجواب قالت فيه القاتلة إنها «أرادت الانتقام لأطفال سورية الذين تقتلهم روسيا». وعلى رغم التخبط الواضح في تصريحاتها، وتأكيد السلطات أنها تعاني خللاً نفسياً وعقلياً، ناهيك عن أن الجريمة ارتكبت عندما كانت المواطنة الأوزبكية غولتشيخرا بوبوكولوفا تحت تأثير تعاطي نوع قوي من المخدرات، لكن تحذيرات برزت من «توجيه متعمد للموضوع نحو التطرف والإرهاب» كما قال أقارب بوبوكولوفا. والجريمة التي هزت روسيا وقعت صباح الثلثاء، وقامت الحاضنة التي تعمل لدى أسرة روسية منذ أكثر من عام، بقتل الطفلة ناستيا خنقاً، بعد مغادرة والداها المنزل، ثم قطعت رأسها، وأضرمت النيران في ما تبقى من جسدها، وسجلت كاميرات المراقبة بعد ذلك بقليل، قرب محطة مترو في الجوار، مقاطع مروعة للقاتلة وهي تلوح لمدة نصف ساعة بالرأس المقطوع وتطلق تهديدات بأن «الموت قادم» و «أنا إرهابية»، قبل أن تعتقلها الشرطة التي تأخرت في القبض عليها خوفاً من احتمال أن تكون «مفخخة». وأكدت السلطات الأوزبكية أن القاتلة مختلة عقلياً وسبق أن قضت عامين في مصحة خاصة. وقال والدها إن ابنته لم تكن أبداً ملتزمة دينياً و «لم تقرأ آية في القرآن يوماً»، ما أضاف مزيداً من الغموض على الإشارات التي برزت في كلماتها المبهمة عن أطفال سورية وعن المزاعم بأن الله أمرها بقتل الطفلة. ويعتقد حقوقيون أنها قد تكون اختارت هذه الوسيلة لتبرير فعلتها، بعدما أبلغت رجال الشرطة في البداية أنها «ارتكبت فعلتها في لحظة غضب بسبب خيانة زوجية»، أو أن تكون وقعت بسبب حالتها العقلية تحت تأثير إيحاءات أسئلة أجهزة التحقيق التي قدمت فرضية «الإرهاب». في الحالين، فإن الكرملين اختار أن يؤكد أنها «مجنونة»، ليس لأنها قتلت الطفلة بل بسبب التلميح لاتهام روسيا بقتل مسلمين. وقال الناطق باسمه ديمتري بيسكوف إن «الاتهامات التي وجهتها إلى الرئيس فلاديمير بوتين بقتل مسلمين، تؤكد أنها مختلة عقلياً»، قبل أن يستدرك: «علينا انتظار نتائج التحقيق».