1 اقرأوا هذه العناوين التي تم استقاؤها من نشرات الأخبار والصحف العالمية، في أطوار زمنية متفاوتة: (البابا بنديكتس السادس عشر يتعرض لاعتداء من امرأة سويسرية تبين أنها مختلة عقلياً). (الرئيس الألماني يتعرض لاعتداء من رجل ألماني من أصل روماني، وصف بأنه مختل عقلياً). (الرئيس الفرنسي يتعرض لمحاولة اغتيال حين أطلق شاب فرنسي النار باتجاه الرئيس. وعلى رغم أن الشاب معروف بانتمائه إلى حركة النازيين الجدد، إلا أن تصريحاً لدى الشرطة الفرنسية بيّن أن محاولة الاغتيال من فعل رجل مختل عقلياً). (مختل عقلياً يكسر أنف رئيس وزراء ايطاليا، إثر لكمة قوية ومفاجئة أمام الحشود). (أعلنت الشرطة الأميركية أن مختلاً عقلياً أطلق النار من مسدسه في كنيسة معمدانية بأيلينوي، ما أدى إلى مقتل قس وإصابة آخرين). (السلطات الألمانية تضع احتمالاً بأن الألماني من أصل روسي الذي قتل مروة الشربيني في قاعة المحكمة هو مختل عقلياً). (الطبيب اليهودي باروخ غولدشتاين يرتكب مجزرة في المسجد الإبراهيمي بالخليل أثناء صلاة الفجر برمضان المبارك، راح ضحيتها 63 شهيداً من المصلين. والسلطات الإسرائيلية تعتقد أنه مختل عقلياً). (قام اليهودي الأوسترالي وينس دوهان بإحراق الجزء الجنوبي من المسجد الأقصى. وقد اعتقلته الشرطة الإسرائيلية وقامت بترحيله إلى المشفى بوصفه مختلاً عقلياً). هذا عدا العديد من جرائم المستوطنين اليهود، والجرائم المدرسية في أميركا، والتي تمت كلها بفعل «مختلين عقلياً» .. وقيدت القضية ضد مجهول! 2 بشهادة الغرب، فإن العرب والمسلمين هم أقل شعوب الأرض إصابة بالخلل العقلي. فمعدلات الإصابة بالخبل عند اليهود وعند الأميركان والغربيين عموماً أعلى بكثير مما هي عند العرب والمسلمين .. وهذه شهادة نعتز بها، لولا أنها لا تُعلن إلا في المواقف الجنائية والإجرامية فقط. وهنا فقط يمكن أن يتحول العاقل إلى مجنون والمجنون إلى عاقل .. من أجل تسهيل إجراءات التحقيق، وإرسال الجاني إلى غوانتانامو أو إلى مصح نفسي، بحسب جنسه وعرقه! هل يُعقل أن يكون العرب والمسلمون بهذا العقل المتناهي الذي تشهد به دوائر القضاء الغربية، ونحن نجلد ذاتنا وقدراتنا وعقولنا كل يوم .. بينما الحق ما شهدت به الأعداء! وهل يعقل أن يكون الغرب مليئاً بالمعتوهين والمخبولين عقلياً، ونحن ننظر إليهم معجبين بعقولهم .. بينما شهد شاهد من أهله! بودي أن أسمع، ولو مرة واحدة، وسائل الإعلام الغربية تصف عربياً أو مسلماً شارك في اعتداء على مصالح غربية، بأنه مختل عقلياً لا لشيء سوى الحذر من أن يأكلنا الغرور بعقولنا المتقنة والمتماسكة! 3 عزيزي المواطن، العربي أو المسلم، لا تهدر جهودك في الحصول على الشهادات العليا والدنيا، فحصولك على شهادة أنك (مختل عقلياً)، واحتفاظك بها في درج الوثائق والجوازات في منزلك، هي الضمانة لك ولأسرتك بمستقبل آمن .. مهما اعتراك الخبل! الشهادة التي تثبت اختلالك العقلي أهم من كل الشهادات التي تظهر بها قدراتك العقلية، وإذا فكرت في مستقبلك «بعقل» ستكتشف حاجتك الماسة في هذا الزمن إلى شهادة مختل عقلياً أكثر من سواها! منظمة (مجانين بلا حدود). * كاتب سعودي [email protected]