يصل البابا بنديكتوس السادس عشر الى عمان اليوم في بداية رحلة حج الى الاراضي المقدسة على خطى سلفيه البابا بولص السادس عام 1964 والبابا يوحنا بولص الثاني عام 2000، وسيكون العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني وعقيلته الملكة رانيا في استقبال البابا في مطار الملكة علياء الدولي حيث يتبادلان الكلمات الترحيبية وسط حضور ديني وديبلوماسي كبير. واستكملت في الاردن امس الاستعدادات الرسمية والشعبية والدينية للترحاب بالبابا الذي يعول الاردن على زيارته في زيادة جذب الافواج السياحية. وقالت وزارة السياحة ان حجوزات الفنادق الاردنية ارتفعت منذ اسبوع الى مستوى غير مسبوق، فيما توقع رئيس الوزراء نادر الذهبي امس ان يستمر الزخم السياحي بسبب زيارة البابا الى آخر العام. ودعا مطران اللاتين في الاردن سليم الصائغ «الاسلاميين» الى المشاركة في استقبال البابا، وذلك رداً على تعليقات صدرت من حزب «جبهة العمل الاسلامي»، الذراع السياسي لجماعة «الاخوان المسلمين» قبل ايام خيّرت البابا بين «الاعتذار عن الاساءة السابقة للاسلام وبين تأجيل الزيارة». وفرضت السلطات الامنية الاردنية اجراءات مشددة في الاماكن التي سيزورها او يمر منها البابا، ومنحت بطاقات لدخول الاماكن التي سيزورها او يصلّي فيها، وافتتحت مركزا اعلاميا في عمان ووفرت الباصات لنحو 1300 صحافي اجنبي ومحلي سيتابعون الحدث. ووصل الى عمان امس بطاركة المشرق الكاثوليك ليحضروا فعاليات البابا وهم: بطريرك الموارنة الكردينال مار نصرالله بطرس صفير، وبطريرك الكلدان الكردينال عمانويل الثالث دلي، وبطريرك الروم الكاثوليك في انطاكيا وسائر المشرق غيغوريوس لحام، وبطريرك السريان الكاثوليك في سورية. ويتوزع برنامج زيارة البابا الى استقبال رسمي في المطار، وزيارة الى مركز سيدة السلام للقاء الشباب وذوي الحاجات الخاصة، ولقاء رسمي مع العاهل الاردني في القصور الملكية. وفي اليوم الثاني، ينتقل البابا الى مدينة مادبا (30 كيلومترا جنوب عمان) لزيارة جبل نبو ومقام النبي موسى، ويضع حجر الاساس لجامعة تبرع فيها الفاتيكان في المدينة، ليعود بعدها الى عمان حيث يزور مسجد الملك الحسين بن طلال ويلتقي علماء الدين الاسلامي ورجال الدين المسيحي واعضاء السلك الديبلوماسي ويلقي كلمة فيهم. ويصلي البابا صلاة الغروب في كنيسة القديس جورجيوس للروم الكاثوليك في عمان مع حشد من الكهنة والرهبان والراهبات وطلاب الكهنوت الذين سيستمعون الى كلمة خاصة منه. ويوم الاحد، يقيم البابا قداساً احتفالياً في ستاد عمان الدولي يتوقع ان يحضره 30 الف شخص، وينتقل بعده الى زيارة مطرانية اللاتين في عمان، ومنها يزور المغطس (مكان معمودية السيد المسيح) على الضفة الشرقية لنهر الاردن، ويبارك حجر الاساس لكنيسة اللاتين وحجرا آخر لكنيسة الروم الكاثوليك. وقبل ان يغادر عمان الى الاراضي الفلسطينية الاثنين المقبل، يجرى له وداع رسمي بمشاركة العاهل الاردني. السلطة الفلسطينية في هذه الاثناء، قررت السلطة الفلسطينية نقل موقع استقبال البابا في مخيم عيادة في مدينة بيت لحم من المنصة التي اقامتها قرب جدار الفصل الاسرائيلي، الى مدرسة «وكالة الاممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين» (اونروا) في المخيم حيث يظهر الجدار من ملاعب المدرسة. وقالت مصادر في السلطة الفلسطينية ان «القرار جاء خشية إقدام اسرائيل على عمل تخريبي». وكانت قوات اسرائيلية اقتحمت المخيم وطلبت من العمال الذين يقيمون منصة لاستقبال البابا بجوار الجدار التوقف عن العمل. واعقب ذلك اتصالات حثيثة بين الجانبين اسفرت عن قبول السلطة تغيير موقع الاستقبال. وقال منسق لجنة استقبال البابا في المخيم النائب عن حركة «فتح» عيسى قراقع ان ابناء المخيم والحركة استاؤوا من القرار، لكنهم وافقوا عليه خشية حدوث اي عمل تخريبي من اسرائيل التي اعلنت رفضها اقامة منصة الاستقبال قرب الجدار. لكنه قال ان موكب البابا سيمر من جانب الجدار، وان الجدار يظهر من المدرسة ومن اي مكان في المخيم. ووضعت في ساحة دير اللاتين في كنيسة المهد امس 15 صورة تمثل المراحل المختلفة من حياة البابا من طفولته حتى اليوم، من بينها صورة له وهو يرتدي الزي الرسمي لمنظمة الشباب النازية. وقال ناطق باسم الكنيسة ان «هذه الصورة حقيقة تاريخية لا ينكرها احد»، وانها «تمثل الظلم الذي وقع عليه من النازية التي اجبرته، كما غيره من الشباب الالمان في ذلك الحين، على الانضمام للمنظمة». واضاف راعي طائفة الروم الكاثوليك في بيت لحم الاب صموئيل فهيم ل «الحياة»: «اردنا بهذا المعرض من الصور اظهار المراحل المختلفة لحياة البابا من طفولته وحتى زيارته لبيت لحم، وهذه الصورة تمثل مرحلة من مراحل حياته». وعن ردود فعل محتملة، قال فهيم: «من يريد ان يغضب، عليه ان يغضب على التاريخ وليس علينا لان هذه الصورة حقيقة تاريخية».