كابول - أ ف ب، رويترز - نفذت حركة «طالبان» أمس، الوعد الذي أطلقته الأسبوع الماضي بشن سلسلة عمليات «جهادية» ضد قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان، رداً على خطط الحلف شن هجوم واسع على معقلها في قندهار (جنوب). وفجر أحد انتحارييها سيارة مفخخة لدى عبور قافلة للحلف في طريق قصر دار الأمان الذي يضم مبنى البرلمان والمتحف الوطني ومستشفى ووزارة وجامعة أميركية غرب كابول، ما اسفر عن مقتل 18 شخصاً على الأقل، بينهم 6 جنود أجانب، في الهجوم الأكثر دموية في العاصمة منذ شباط (فبراير) 2009 حين سقط 6 جنود إيطاليين. وضمت القافلة المستهدفة جنوداً أميركيين قتل خمسة منهم، علماً أن الانفجار أسفر أيضاً عن جرح 47 شخصاً على الأقل، وألحق أضراراً ب 7 آليات للحلف ونحو 12 سيارة مدنية. وأعلنت حركة «طالبان» مسؤوليتها عن الاعتداء الذي رفع الى 208 عدد قتلى جنود الحلف الأطلسي في أفغانستان منذ مطلع السنة، ما يؤكد تكثف تمرد الحركة في مواجهة نية الحلف إرسال تعزيزات عسكرية خلال الأسابيع المقبلة. وكان 119 جندياً اجنبياً قتلوا بين كانون الثاني (يناير) ونهاية أيار (مايو) 2009. وقال الناطق باسم «طالبان» ذبيح الله مجاهد: «استهدف الهجوم الانتحاري قوات الاحتلال باستخدام سيارة مفخخة ب 750 كيلوغراماً من المتفجرات»، علماً ان السلطات كانت أعلنت في منتصف نيسان (أبريل) الماضي اعتقال 9 أشخاص في مدرسة لتعليم القرآن الكريم في العاصمة الأفغانية، للاشتباه في انهم انتحاريون يعتزمون شن هجمات ضد «أهداف استراتيجية» في كابولالمدينة الأفغانية الأكثر حماية. وكانت وحدة كوماندوس من «طالبان» هاجمت منزلاً للضيافة يأوي أجانب في كابول في 26 شباط (فبراير) الماضي، ما أدى الى مقتل 16 شخصاً بينهم سبعة هنود وفرنسي وإيطالي. وفي بروكسيل، دان الحلف العملية الانتحارية، مؤكداً «تصميمه» على مواصلة مهمته لخدمة الشعب الأفغاني في مواجهة تهديدات «طالبان». وقال الرائد جوزف بلوتز الناطق باسم حلف الأطلسي: «لن يردعنا ذلك عن تنفيذ مهمتنا لتأمين مستقبل أفضل لهذا البلد». وفي ولاية بكتيا (جنوب شرق)، قتلت الشرطة الأفغانية بالرصاص انتحارياً لدى محاولته مهاجمة مبنى حكومي. وأدى انفجار شحنة ناسفة حملها الى مقتل شرطي وجرح آخر.