عرضت المفوضية الأوروبية أمس، تقديم مساعدة جديدة بقيمة 700 مليون يورو على مدى 3 سنوات لتلبية الاحتياجات الانسانية في دول الاتحاد الأوروبي التي تواجه تدفقاً للمهاجرين وفي مقدمها اليونان. وقال المفوض الأوروبي المكلّف شؤون المساعدة الإنسانية خريستوس ستيليانيدس عند عرضه آلية المساعدة غير المسبوقة هذه إن «اقتراح اليوم سيؤمن 700 مليون يورو لتقديم المساعدة حيث هي مطلوبة في شكل ملح». ومن ضمن هذه المساعدة، تُخصَص 300 مليون يورو لعام 2016 و200 مليون سنوياً للعامين التاليين وفق ما أوضح ستيليانيدس. ودعا المفوض الأوروبي الدول الأعضاء والبرلمان الأوروبي وهيئات الموازنة لدى الاتحاد إلى دعم هذا الاقتراح «سريعاً». وأضاف: «يجب عدم اضاعة الوقت واستخدام كل الامكانات المتاحة لتجنب معاناة انسانية داخل حدودنا». وعلى رغم تلقي اليونان في الأشهر الماضية أموالاً أوروبية لمواجهة تدفق المهاجرين، لكن الاتحاد الأوروبي لا يملك حالياً آلية موازنة تتيح له تلبية احتياجات انسانية طارئة في دولة عضو، كما يمكنه أن يفعل بالنسبة الى دول أخرى. وأرادت المفوضية «ملء هذا الفراغ عبر آلية المساعدة الطارئة» التي عرضتها أمس. ولا يتضمن الاقتراح الخطي تفاصيل حول أسماء الدول المستفيدة على رغم أنه من الواضح أن اليونان ستكون في مقدمها. وعرضت أثينا أول من أمس، «خطة طوارئ» على الاتحاد الأوروبي لمساعدتها على تنظيم استقبال مئة ألف مهاجر وقدرت احتياجاتها المالية بحوالى 480 مليون يورو فيما هناك أكثر من 20 ألف مهاجر عالقون على أراضيها. وتواجه اليونان أوضاعاً صعبة على حدودها مع مقدونيا بسبب القيود التي فرضتها دول مجاورة في البلقان على دخول المهاجرين. وقال ناطق باسم المستشارة الألمانية أنغيلا مركل أنه حري بدول الاتحاد الأوروبي ألا تترك اليونان تواجه وحدها تدفق اللاجئين لكنه حض أثينا على أن تمارس دورها في حماية الحدود بفاعلية. وفي فرنسا، استؤنفت أمس، ولليوم الثالث على التوالي أعمال تفكيك مخيم كاليه للاجئين حيث أُحرقت اكواخ عشوائية خلال ليلة اتسمت بهدوء نسبي. واستأنف عمال شركة انتدبتهم الدولة الفرنسية لتدمير الجزء الجنوبي من هذا المخيم الذي أصبح أكبر مدينة صفيح في فرنسا، عملياتهم بواسطة جرافة. وقال رجال الشرطة للاشخاص الذين ما زالوا يقيمون في ملاجئ عشوائية لم تُدمَر: «يجب أن تخرجوا من هذه الملاجئ، لأنه سيتم تدميرها». وتقول الحكومة الفرنسية إن المنطقة التي تجري إزالتها تضم بين 800 و1000 شخص بينما تقدر الجمعيات العدد ب3450 شخصاً. وأعادت مقدونيا لفترة وجيزة ليل الثلثاء - الأربعاء فتح حدودها مع اليونان وسمحت بدخول 170 لاجئاً الى اراضيها فيما ينتظر آلاف آخرون على الجانب اليوناني من الحدود. وهي أول مجموعة من المهاجرين وخصوصاً من سوريين وعراقيين يُسمح لها بعبور أبرز طريق في البلقان للوصول الى أوروبا الشمالية، منذ بعد ظهر الاثنين حين وقعت مواجهات بين مهاجرين وشرطيين مقدونيين. وفي محاولة لوضع حد للفوضى الأوروبية، بدأ رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك أول من أمس، من فيينا جولة في دول البلقان. وسيكون في تركيا اليوم وغداً قبل قمة حاسمة للاتحاد الأوروبي لمواجهة أزمة الهجرة ستحضرها انقرة. إلى ذلك، نفت تركيا ما ذكرته مصادر ديبلوماسية حول أن سفن حلف شمال الأطلسي التي أُرسلت إلى بحر ايجه لمراقبة شبكات مهربي المهاجرين لم تدخل المياه الاقليمية التركية بعد بسبب عدم موافقة أنقرة. واتهم قائد قوات الحلف الأطلسي في أوروبا الجنرال فيليب بريدلوف موسكو ودمشق بأنهما «تستخدمان عمداً» تدفق اللاجئين السوريين سلاحاً لزعزعة استقرار أوروبا.