سعت القمة المصغرة بين بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ونظيراتها البلقانية أمس، الى وضع اجراءات في شأن الحد من تدفق المهاجرين تطبق في الميدان، وذلك في مواجهة سياسات تسلكها دول عدة وتتمثل في تصدير المشكلة الى دول مجاورة. أتى ذلك في وقت تتكشف مآسٍ جديدة لأزمة الهجرة مع سقوط مزيد من الضحايا غرقاً أمس، سواء امام السواحل الليبية أو قبالة الجزر اليونانية، وفي وقت بدأ اقتراب فصل الشتاء يضغط في شكل ملح على الدول الاوروبية للاتفاق على أسلوب لمواجهة تدفق اللاجئين لتفادي كوارث انسانية . وانتهزت المستشارة الألمانية انغيلا مركل القمة في بروكسيل التي دعا اليها رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر للتأكيد أمام نظرائها من وسط أوروبا وشرقها، ان «تركيا وحدها تمتلك القدرة على وقف تدفق اللاجئين»، في إشارة الى ضرورة استيعابهم هناك. ونوقشت في القمة أفكار تراوح بين نشر أكثر من 400 عنصر من حرس الحدود خلال أسبوع للمساعدة في التعامل مع أزمة المهاجرين في دول غرب البلقان، والتعجيل بإعادة الأفغان والعراقيين ومهاجرين من دول آسيوية أخرى، مع ترجيح رفض طلباتهم للجوء الى الدول التي وصلوا اليها. وفي إشارة الى ضرورة الوصول الى موقف موحد في مواجهة تدفق المهاجرين، رأى رئيس وزراء كرواتيا زوران ميلانوفيتش أن «هناك أربعة دول هي اليونان ومقدونيا وصربيا وكرواتيا، تربطها سلسلة واحدة، وإذا أخلت إحداها بمقتضيات حماية الحدود، فإن البقية لا يمكنها وقف تيار تدفق اللاجئين». وشدد ميلانوفيتش على «وجوب معالجة الأزمة في مصدرها أي في اليونان ومقدونيا». ودعا الى تسجيل اللاجئين وفرزهم في البلدين قبل وصولهم الى نهاية طرقهم في البلقان. كذلك أكد نظيره الصربي الكسندر فيشيتش على أن «بلاده ليست مكلفة بحماية حدود الاتحاد الأوروبي» كونها ليست عضواً فيه، «لكنها مستعده للمشاركة في تحمل جزء من العبء في نطاق الجهد الجماعي». وقال المفوض الأوروبي لشؤون التوسعة وسياسة الجوار يوهانس هاهن ان اوروبا «لا يمكنها مواجهة أزمة اللجوء سوى بالتزام الدول الأعضاء الوقوف معاً» والعمل على تنفيذ مقاربة شاملة وضعتها القمة خصوصاً لجهة تنفيذ خطة «إقامة مخيمات الفرز الأولي» التي تمكن الفصل بين طالبي اللجوء والمهاجرين لأسباب اقتصادية. وتقتضي الخطة ترحيل المهاجرين غير الشرعيين الى بلدانهم، فيما ربط هاهن إجراء إعادة توطين اللاجئين بشرط ترحيل الوافدين الذين ترفض طلباتهم وإعادتهم الى بلدانهم. وحذر المفوض الأوروبي من أن 20 مليون لاجئ في المناطق المجاورة قد يتوجهون الى اوروبا. وأكد أن «التصعيد العسكري الأخير في سورية يدفع عشرات الآلاف من المدنيين في حلب الى الفرار» نحو تركيا. وحذر رئيس وزراء سلوفينيا ميرو سيرار من «انهيار» الاتحاد الاوروبي بالكامل اذا لم تتخذ «خطوات فورية وملموسة على الارض» لوقف تدفق المهاجرين الذين يدخلون اوروبا عبر دول البلقان.