شددت موسكو على رفض مواقف المعارضة السورية حول تحديد فترة زمنية للهدنة، واعتبرت الخارجية الروسية أن الاتفاق الروسي - الأميركي «لا سقف زمنياً له»، وجددت التحذير من تلويح أطراف أميركية بخطة بديلة في حال فشلت الهدنة، ملمحة إلى «تباينات داخل الإدارة الأميركية ومساع تبذلها أطراف لتخريب الاتفاق مع موسكو». وأكدت الناطقة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا أن الإشارات المتتالية التي تنقلها وسائل إعلام عن أطراف سورية في خصوص تحديد سقف زمني للهدنة» لا أساس لها وليست مقبولة». وتابعت أن «هذه المزاعم لا تتناسب مع الواقع على الإطلاق. والاتفاق (الروسي - الأميركي) لم يحدد سقفاً زمنياً». وأعربت زاخاروفا عن أملها بأن «تبقى التصريحات الأميركية حول وجود «خطة ب» بديلة للاتفاق الروسي - الأميركي كلاماً فقط»، داعية «الشركاء الأميركيين» إلى الوفاء بالالتزامات التي أخذوها على عاتقهم. واعتبرت المتحدثة أن «الوقت حان لنعمل بنزاهة ومسؤولية وفي شكل مشترك». وأشادت ب «جهود الجانب الأميركي وتحديداً وزير الخارجية جون كيري من أجل التوصل إلى الاتفاق حول الهدنة»، معتبرة أنه «من غير الواضح لماذا يحاول بعض المسؤولين في واشنطن إلغاء كل ما يقوم به كيري، ونحن ننطلق من أنهم زملاء له، وما زلنا نأمل بأن هناك نهجاً سياسياً منسجماً في الولاياتالمتحدة في شأن الأزمة السورية». وأكدت أن «موسكو، تبذل جهودها القصوى من أجل تنسيق مقاربات مشتركة مع الأميركيين في سورية». وشددت على عزم موسكو مواصلة «العمل الممنهج مع أعضاء مجموعة دعم سورية واللاعبين الدوليين الآخرين ذوي النفوذ، وندعوهم إلى اتخاذ خطوات محددة لدعم الخطة الروسية - الأميركية التي يمكن أن تشكّل أساساً لاستعادة السلام والاستقرار وإنجاح العملية السياسية السورية على أساس القرار الدولي 2254». وفي مسعى إلى تخفيف وقع تصريحات نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف الذي قال أخيراً إن موسكو سترحب بأي اتفاق تتوصل إليه أطراف الحوار السوري في شأن الشكل المستقبلي للدولة، ولا مانع لديها إن توصلوا إلى فكرة جمهورية فيديرالية، أكدت زاخاروفا أن «الشكل المستقبلي للدولة السورية من القضايا المطروحة على جدول أعمال الحوار السوري - السوري، ويجب إجراء مناقشات واتخاذ قرار بالإجماع في هذا الشأن. ولا شك في أن السوريين وحدهم يجب أن يتولوا هذه المهمة». وأشارت إلى أن الأزمة السورية «اكتسبت بعداً دولياً، لكن تقرير الشكل المستقبلي للدولة يُعد حقاً حصرياً للشعب السوري». وجدّدت إصرار موسكو على ضرورة إشراك ممثلي أكراد سورية في المفاوضات، لكنها أشارت إلى أن الأممالمتحدة وليس موسكو من تتولى توجيه الدعوات إلى الأطراف للمشاركة في الحوار. في الأثناء، لفت نائب رئيس الوزراء الروسي ديمتري روغوزين إلى أن العملية العسكرية الروسية في سورية وأداء الطيارين الروس «اكدا المستوى التقني والصناعي العسكري» لروسيا. وقال روغوزين المسؤول عن المجمع الصناعي العسكري الروسي خلال اجتماع أمس خُصص لمناقشة تطوير صناعات الطيران، إن العملية الجوية في سورية «أظهرت المستوى المهني الرفيع لمصممينا، وامتياز قدراتنا التصميمية والتكنولوجية، فضلاً عن مهارة طيارينا الحربيين وشجاعتهم». وأضاف أن صناعات الطيران الروسية ستفيد من الثغرات التي ظهرت خلال العملية الجوية الروسية في سورية. مؤكداً «ضرورة إزالة كل العيوب التي قد تظهر في التقنيات المستخدمة والوقوف على كل المواصفات المتعلقة بالظروف الجوية والموسمية وظروف العمل على مدار الساعة». على صعيد آخر، أعلنت كازاخستان أن أكثر من 200 من مواطنيها موجودون حالياً في العراق وسورية، ويشاركون في القتال ضمن صفوف «التنظيمات الإرهابية». وكانت روسيا أعلنت في وقت سابق أن نحو 2700 مواطن روسي ومن جمهوريات سوفياتية سابقة يقاتلون في سورية حالياً في صفوف تنظيم «داعش».