اعلنت الإدارة الاميركية ان مسؤولين في وزارة الدفاع الاميركية (بنتاغون) عقدوا الاثنين اجتماعاً عبر الفيديو مع مسؤولين في وزارة الدفاع الروسية تباحث خلاله الطرفان في سلامة العمليات العسكرية الجوية التي ينفذها البلدان في سورية. وكانت واشنطنوموسكو اتفقتا في تشرين الأول (اكتوبر) على تبادل المعلومات المتعلقة بالطلعات الجوية التي تنفذها الطائرات الحربية لكل منهما في الاجواء السورية بغية تجنب وقوع اي حادث اصطدام او اشتباك بين الطرفين. ونص الاتفاق الذي توصل اليه البلدان يومها على اجراء محادثات منتظمة بين وزارتي الدفاع الاميركية والروسية لتحسين سبل وآليات التواصل بين العسكريين في الميدان. ويأتي هذا الاجتماع في الوقت الذي بدأت منذ ثلاثة ايام هدنة في سورية تمت بفضل اتفاق روسي-اميركي. لكن المتحدث باسم البنتاغون بيتر كوك شدد على ان الاجتماع بحث «حصراً» في سلامة الطلعات الجوية ولم يتم التطرق فيه بتاتاً الى مسألة وقف اطلاق النار. وأضاف ان مسألة تطبيق وقف اطلاق النار في سورية تبحث حالياً بين موسكووواشنطن على المستوى الديبلوماسي وليس العسكري. وكان وزير الخارجية الاميركي جون كيري قال إنه في حين تبذل جهود للتحقق من انتهاكات مزعومة لوقف الاعمال القتالية في سورية، إلا أنه لا توجد حالياً أدلة تشير إلى أنها ستزعزع السلام الهش في البلد الذي تعصف به حرب أهلية منذ عام 2011. وقال كيري في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير: «إننا ندقق في العملية التي انشأناها لمعرفة هل حدث انتهاك فعلاً أو انه كان في الواقع اشتباكاً مشروعاً ضد (جبهة) النصرة أو «داعش» فقط». وتابع كيري انه في حين توجد تقارير عن انتهاكات إلا ان الغالبية العظمي من مناطق سورية، شهدت انخفاضاً في العنف. وأضاف: «لهذا نحن ندعو جميع الاطراف إلى ألا تبحث عن وسيلة للتملص من المسؤولية التي يفرضها اتفاق وقف الأعمال القتالية بل أن تساعد العملية على أن تحاسب نفسها». وكان الناطق باسم الهيئة العليا للتفاوض «المعارضة» سالم المسلط قال إن وقف الأعمال القتالية يواجه «الإلغاء الكامل» لأن هجمات الحكومة السورية تنتهك الاتفاق. وقال كيري انه اتفق مع نظيره الروسي سيرغي لافروف على العمل على آلية لضمان أن تقتصر الضربات الجوية في سورية على «داعش» و «جبهة النصرة». وأضاف انه قلق في شأن تقارير بأن الحكومة السورية تضع عراقيل أمام تسليم المساعدات الإنسانية ويأمل بأن تمنع موظفيها وجنودها من أخذ أدوية أو إمدادات أخرى من الشحنات. ورداً على مذكرة بعثها المنسق العام ل «الهيئة العليا» رياض حجاب الى الاممالمتحدة، قال المبعوث الأميركي مايكل راتني: «نفهم الحاجة الملحة في شأن الوضوح في شأن المناطق المشمولة بالهدنة. وإننا الى جانب شركائنا في المجموعة الدولية لدعم سورية في طور تحديد هذه المناطق طبقاً للاتفاق في ميونيخ» في 11 الشهر الماضي. وأشار راتني، في رسالة نشرتها السفارة الأميركية في دمشق على صفحتها في «فايسبوك»، الى ان آليات مراقبة الهدنة تشمل تأسيس مكتب في واشنطن لتلقي الخروق ثم ترسل الى فريق العمل الدولي في جنيف، اضافة الى قيام الأممالمتحدة بدورها بتلقي تقاير عن انتهاكات. وقال: «يقوم اعضاء المجموعة الدولية بتقويم طبيعة الخروق وبحث إجراءات نزع فتيل التوتر وتحديد افضل طريق لضمان الامتثال» اضافة الى «تحقيق أدق المناطق التي تستمر فيها العمليات ضد «داعش» وجبهة النصرة». كما اشار المبعوث الأميركي الى وجود «آلية موازية لضمان التواصل بين واشنطنوموسكو في شكل مباشر وسريع للحيلولة في حال حصول خروق صارخة. هذه الآلية ليست فقط لمعالجة الخروق بل للحيلولة دون حدوث المزيد منها».