صعّدت موسكو لهجتها ضد أنقرة، وسخرت من صحة مزاعم أطلقها رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، عن قيام روسيا ب «تطهير عرقي» ضد التركمان والسنّة في مناطق شمال غربي سورية. وأعلن في موسكو، عن ترتيبات لزيارة سيقوم بها قريباً إلى روسيا، وزير الخارجية الأميركي جون كيري، في إطار التحضيرات لعقد لقاء وزاري موسّع حول سورية في نيويورك. وقالت الناطقة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا، أن «تحضيرات تُجرى للزيارة»، علماً أن موسكو كانت أعلنت تحفّظها عن عقد الاجتماع الوزاري، واعتبرت أنه «ليس مجدياً» ما لم يسبقه توصّل أطراف «لقاء فيينا» إلى رؤية مشتركة لتنفيذ القرارات السابقة، خصوصاً وضع لائحة نهائية بالفصائل الإرهابية الناشطة في سورية، وتحديد الأطراف السورية التي يمكن أن تشارك في الحوار مع وفد الحكومة في مرحلة لاحقة. وقالت مصادر ديبلوماسية روسية ل «الحياة»، أن زيارة كيري تهدف إلى تقريب وجهات النظر مع موسكو حول هذا الموضوع، خصوصاً أن موقف روسيا وعلى رغم أنها لم تعارض علناً مؤتمر المعارضة في الرياض، يميل إلى التحفّظ، أولاً بسبب عدم توجيه الدعوة إلى أطراف كانت مقترحة في لائحة المعارضة السورية التي قدّمتها موسكو، وثانياً بسبب حضور أطراف عسكرية تعتبرها موسكو إرهابية. وبرز ذلك أمس، عبر تصريحات الناطقة الروسية التي اعتبرت أن «العمل على تحديد المشاركين المحتملين في المشاورات السورية - السورية، وكذلك في وضع قائمة موحّدة للمنظمات الإرهابية العاملة في سورية، يجري في شكل غير فعّال بعد لقاء فيينا». وزادت أنه «لا توجد في إطار التحالف نفسه، والذي يعمل من منطلق القوة، رؤية مشتركة في شأن المواقع التي يستهدفها وحول تحديد أطراف إرهابية أو أخرى يعتبرها معارضة معتدلة». وشنّت زاخاروفا حملة جديدة على التحالف الدولي بقيادة واشنطن، واتهمته بأنه «يتظاهر» بأنه يكافح «داعش». وقالت أنه «يعمل انطلاقاً من نهج مسيّس يتناقض مع القانون الدولي». وصعّدت زاخاروفا أيضاً ضد أنقرة، عبر التنديد بمن وصفتهم «أصحاب الرؤوس الساخنة»، معتبرة اتهامات تركيالموسكو بممارسة تطهير عرقي في سورية «لا أساس لها من الصحة». وكان رئيس وزراء تركيا أحمد داود أوغلو، اتهم روسيا بمحاولة طرد السكان التركمان والمسلمين السنّة لحماية مصالحها العسكرية في المنطقة. لكن زاخاروفا ردت بأن اتهامات تركيالموسكو تدل على «انفصال أنقرة الكامل» عن الواقع في المنطقة.