قال مكتب حاكم ولاية ميشيغان ريك سنايدر، أمس (الثلثاء) إنه بعد مرور خمسة أشهر على تغيير مصدر تغذية مدينة فلينت بالمياه، ما زالت تسعة في المئة من نتائج الاختبارات بمواقع عدة في المدينة تشير إلى زيادة تلوث المياه بالرصاص عن الحد المسموح به على المستوى الاتحادي. وأشار المكتب في بيان إلى إن «من بين 423 موقعاً تم اختبارها في الآونة الأخيرة تم تجاوز مستوى الرصاص في المياه عن المستوى المسموح البالغ 15 جزءاً في البليون، وذلك في 37 موقعاً كانت ثمانية منها تتجاوز مستوى 100 جزء في البليون». وأوضح البيان ان «مسؤولين سيقومون بزيارات رسمية إلى المنازل المتضررة وستقوم سلطات الولاية بفحص دوري على الأنابيب، مع تقديم مياه الشرب المعبأة والمرشحات، وفحص عينات من دم السكان وتقديم معلومات صحية»، وأضاف أن «عمليات التفتيش المنتظمة ستستمر على 600 موقع في شتى أرجاء المدينة». وتفجرت أزمة التلوث بالرصاص الذي كان يمكن معالجته بمواد مانعة للتآكل، ليصبح فضيحة سياسية بعد نشر رسائل الكترونية متبادلة بين عدد من كبار مسؤولي الولاية تفيد بأنهم كانوا على علم بتصاعد الأزمة، وذلك قبل وقت طويل من إعلان سنايدر بأن لديه معلومات عنها. وتحمل مياه نهر فلينت مواد تساعد على التآكل، ما أدى إلى ذوبان الرصاص بالأنابيب وزيادة مستوياته إلى درجة غير مقبولة لمئات البيوت في المدينة، وهي واحدة من أفقر المدن بالولايات المتحدة. وسيدلي سنايدر بشهادته أمام لجنة من «مجلس النواب الأميركي» في 17 آذار (مارس) الجاري، في شأن أزمة تلوث مياه الشرب بالرصاص في مدينة فلينت بالولاية. وتقدم سنايدر وهو جمهوري، باعتذار علني عن الأزمة التي يُعتقد أن آلاف الأطفال دخلت أجسامهم كميات خطيرة من الرصاص جراء مياه الشرب بالمدينة. وقال سنايدر إن «أخطاء من الوكالة الاتحادية للحماية البيئية تسببت أيضاً في أزمة فلينت»، وهي مدينة تقطنها غالبية من الأميركيين من أصل أفريقي يبلغ عدد سكانها 100 ألف نسمة، وتبعد 100 كيلومتر إلى الشمال الغربي من ديترويت. وذكر محامون عن سكان فلينت إن «البعض منهم أبلغ عن إصابته بالطفح الجلدي وسقوط الشعر ومشاكل أخرى في أعقاب تغيير مصدر التغذية بمياه الشرب بالمدينة». ويمكن أن يؤدي التلوث بالرصاص والمعادن الثقيلة الأخرى إلى إلحاق الضرر بالمخ والأعصاب ومهارات التعلم والإنجاب والكلى، لاسيما بين الأطفال، إضافةً إلى مشكلات أخرى.